شرع مزارعو منطقة «الجوف» من معتمدية الزريبة، منذ بداية جوان الجاري في تنفيذ مختلف عمليات الحصاد اليدوي. وعن اعتماد هذه الطريقة التقليدية يقول المزارع محمد خمايرية. إن مزارع الحبوب بمنطقة الجوف تمتدّ على مساحة تقارب 800 هك أغلبها تقع بين آكام وآجام جبل زغوان مما يعسّر ولوج الحاصدات إليها وانهم اعتادوا الحصاد اليدوي وأحبّوا كل تفاصيله كما اعتادت الجهات المسؤولة على عدم فتح المسالك الفلاحية بمنطقة تتطلب لذلك آليات ثقيلة. وأكد لطفي خمّارية أنهم يزرعون الشعير والقمح العربي لأنها البذور التي تتلاءم مع أنشطة فلاحية تقليدية بدءا من الحراثة وصولا الى الحصاد اليدوي. وتقدّم منطقة الجوف إنتاجا متميزا من الشعير والقمح العربي دون القدرة على تصنيعه ضمن المنتوجات البيولوجية لكن مع ذلك يفخر المزارعون أنهم يحافظون على جينة زراعية بتوافد العديد من محبيها على منطقتهم لاقتناء بذورها. كما تشعر نساء المنطقة بالفخر كلّما تذوّق أحدهم طعم «شربة الشعير» أو «الكسكس» أو «المحمّص» أو «البرغل» أو «البسيسة» التي يبرعن في انتاجها من الحبوب ذات الأصل العربي. هو إنتاج متميّز كثيرا ما تمّ عرضه بمعارض فلاحية جهوية ووطنية وتساءل روّاده لماذا لا يقع ترويج مثل هذا الانتاج.