غزلانك البيضاء على الشطوط تعوم.. تصعب على الصياد.. من المرسى الى حلق الوادي.." من يزور الشواطئ الجميلة المحيطة بالعاصمة والمدن الكبرى وبعض المناطق السياحية لينعم بنسماتها وزرقة مياهها وشواطئها الرملية.. لا بد أن يستحضر اغنية "بساط الريح" للفنان القدير الخالد فريد الاطرش.. شواطئ تتيح للمصطافين فرصا رائعة لممارسة راياضات المشي والجري والسباحة ولعب الكرة أحيانا (على حساب البقية؟)..
واجمالا تحسنت مظاهر النظافة على الشواطئ وحولها.. بدءا من بناء استراحات ومحلات تقدم خدمات متفرقة مثل الاستحمام بالمياه العذبة بعد السباحة باسعار مقبولة غالبا.. فضلا عن ظاهرة المقاهي والمطاعم العائلية.. التي يحاول كثير منها التوفيق بين المواصفات السياحية ومعدل دخل العائلات التونسية.. وفي الليل بدأ التنوير في الشواطئ يحدث حركية.. وكورنيشا.. في اكثر من منطقة.. من الشمال الى الجنوب.. وكل هذا ايجابي.. وألف تحية تقدير الى البلديات التي تعمل على تحسين الخدمات لمتساكنيها.. بما في ذلك الشواطئ التي انتشرت فيها قبل أعوام الاوساخ والفضلات.. وسلوكيات غريبة مثل إلقاء علب «البيرة» في كل مكان.. لكن لما تريد السباحة في كثير من الشواطئ القريبة من العاصمة ومن المدن الكبرى تفاجأ كل عام أن نسبة "نظافة" المياه ونقاوتها (وهي الاهم) تراجعت.. لماذا؟ قد نسمع أجوبة عديدة.. تذكرنا بالدراسات التي تتحدث عن تلوث مياه البحر الابيض المتوسط نسبيا.. خاصة في بلدان جنوبي غربي اوروبا مثل اسبانيا وفرنسا ايطاليا.. وقد يحدثنا البعض عن مسؤولية الناقلات والبواخر بحرا في مضاعفة مخاطر التلوث في البحر المتوسط (الابيض سابقا؟؟).. لكن أليس من الافضل تحميل كل ولاية وبلدية مسؤولية تحسين حالة مياه البحر التابعة لهما بالنظر عبر خطة تطهير يقع تشريك المؤسسات الصناعية والعمرانية والسياحية فيها؟ هل يمكن أن تتضاعف جهود ممثلي الدولة والمجتمع لتنظيف مياه شواطئنا.. حفاظا على واحدة من أهم الاوراق التي تمتلكها تونس: جمال البحر.. ولا قيمة للشواطئ الجميلة دون مياه نقية..