كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس نقلا عن مسؤول أمريكي أن وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ال«سي. اي. ايه» تقوم ببناء قاعدة عسكرية جوية سرية في الشرق الاوسط لضرب معاقل تنظيم «القاعدة» في اليمن، فيما هددت الاخيرة مساء أول أمس بتصفية 12 طيارا يمنيا. وتأتي التطورات الاخيرة بينما تعيش اليمن حالة من الاضطرابات على كافة الجبهات، فمع غياب الرئيس اليمني الذي يتلقى العلاج في السعودية، استمرت المظاهرات الشعبية الرافضة لعودة علي عبد ا& صالح والمطالبة بتشكيل مجلس حكم انتقالي. يضاف الى ذلك استمرار سيطرة تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين الجنوبية. وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت خلال الأسابيع القليلة الماضية بين القوات اليمنية النظامية وبين مسلحي «القاعدة» في محافظة أبين، مخلفة عشرات القتلى والجرحى من الجانبين. وباءت محاولات الجيش اليمني لاستعادة السيطرة على مدينة زنجبار بالفشل، فيما تواصل «القاعدة» محاولات توسيع عملياتها. تهديدات وقال سكان محليون في زنجبار عاصمة محافظة أبين بجنوب اليمن، إن مسلحين توزعوا في عدد من المقاطعات داخل المدينة ووزعوا بيانا حمل اسم «بيان هام من أنصار الشريعة في ولاية أبين المحروسة بالله تعالى»، وذلك في تصرف هو الأول من نوعه منذ أعلنت تلك الجماعة المسلحة سيطرتها على المدينة منتصف الشهر الماضي. وتضمن البيان أسماء 12 طيارا قال إنهم مطلوبون للمسلحين من بينهم قائد مطار العند الحربي في مدينة لحج الجند الوصابي، وأركان الحرب في المطار مفتاح الماربي، ومدير العمليات عدنان الأصبحي. واستعرض البيان المنطقة التي ينحدر منها الطيارون كل على حدة ونوع المقاتلات التي يقودونها، كما حدد مكافأة قدرها خمسة ملايين ريال يمني (نحو 23 ألف دولار) لمن يساهم في القبض عليهم أو قتلهم. ولوحظ في البيان المذيل بتوقيع أنصار الشريعة في أبين أنه لم يأت على ذكر تنظيم القاعدة أو الولاياتالمتحدة التي تعد العدو الأول للتنظيم، حيث اكتفى البيان بوصف من يخوضون حرباً ضدهم في أبين بأنهم «جنود وجحافل الطغاة الذين لا يقر قرارهم إذا شاهدوا المتوشح بالإيمان وسلاح الكفاح يسيطر على الأرض». وبالتوازي مع هذه التطورات، تواصل الولاياتالمتحدة تحركاتها في الشرق الاوسط سياسيا وعسكريا لتضييق الخناق على «القاعدة في جزيرة العرب». ويجري حاليا وفق صحيفة نيويورك تايمز الاعداد لبناء قاعدة جوية سرية هي على الأرجح في دولة خليجية لشن هجمات على معاقل تنظيم القاعدة في اليمن. وستعتمد واشنطن في غاراتها على طائرات من دون طيار، وستسهل قاعدتها الجوية السرية عمليات قصف وتعقب مسلحي القاعدة في اليمن والذين يتخذون من مدينة زنجبار معقلا لهم، لكن المدينة المذكورة ليست المعقل الوحيد، فعناصر القاعدة يتمركزون في أكثر من مكان في جنوب اليمن. ومن المتوقع بحسب مسؤول أمريكي الانتهاء من بناء القاعدة الجوية السرية العام المقبل، وستوكل مهمات الغارات الجوية الى وكالة الاستخبارات المركزية ال«سي. اي. ايه» من دون تفويض أو ترخيص من القيادة اليمنية التي لم تتضح بعد ملامحها. اتهامات على صعيد آخر اتهم عبده الجندي نائب وزير الاعلام اليمني، دولة قطر بدعم حركة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام علي عبد ا& صالح. وأكد المسؤول اليمني أن الدولة تموّل الفرقة الاولى مدرعة التي يقودها الأخ غير الشقيق لصالح اللواء المنشق علي محسن الأحمر. وأشار أيضا الى أن لجنة التحقيقات المعنية بحادثة محاولة اغتيال الرئيس صالح في هجوم داخل مسجد القصر الرئاسي في الثالث من جوان على وشك الانتهاء من أعمالها، مؤكدا تورط أكثر من جهة داخلية وخارجية في حادثة الاغتيال التي تضاربت الروايات بشأنها وقيل إن مسلحين من أنصار الشيخ صادق الاحمر، شيخ قبيلة «حاشد» هم الذين نفذوه.