التناصف والتداول في المجلس التأسيسي...لازلنا عاقدات العزم على تطوير القوانين ...واعيات بأن هناك تهديدات كبيرة هذا ما صرحت به أحلام بالحاج رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات صباح أمس خلال الندوة الصحفية التي احتضنها فضاء «التياترو» ...مشيرة إلى عديد التحديات التي تواجهها المرأة التونسية وكذلك التهديدات التي تريد العودة بها إلى الوراء مؤكدة على ضرورة تطوير القوانين . وقالت في مستهل كلمتها : « لأول مرة تعقد الجمعية ندوة صحفية في فضاء عام والفضل يعود للثورة». وأضافت أن النساء واعيات وعيا كاملا بأهمية التحديات لأن كل القوانين لا زالت تمييزية ولا زلنا عاقدات العزم على تطوير القوانين كقانون توزيع الأدوار داخل الأسرة وقانون الميراث وقانون حماية النساء المعنفات. وأشارت إلى أن هناك وعيا بالتهديدات الكبيرة الموجهة ضد المرأة ولكن في المقابل النساء في عديد المناطق بصدد ترميم صفوفهن داخل الأحزاب وهياكل المجتمع المدني. مناصفة وذكرت أن المناصفة التي حصلت عليها المرأة هي حدث تاريخي ولكن لا نضمن 50 بالمائة في المجلس التأسيسي بل يمكن أن نحصل على نسبة ضعيفة لذلك لا بد من التوجه نحو الأحزاب لتحقيق هذه النسبة. وقالت في هذا السياق لقد توجهنا لهم بإعلان أكدنا فيه على مواصلة النضال من أجل طرح قضايا النساء في الفضاء العام والقطع مع اعتبارها من مشمولات المجال الخاص وإقصائها من سلم الأولويات النضالية وعزلها عن كل نقاش وتصور مجتمعي شامل ومن أجل مجتمع أكثر اعترافا بأفراده ودون تمييز. وأضافت أنه تم التأكيد على مواصلة النضال ضد كل أشكال التمييز والعنف المسلط على النساء الذي تكرسه العقلية الأبوية والقمع والتسلط وغياب الديمقراطية والإنغلاق السياسي والحصار الإعلامي ومصادرة الفضاءات العامة في البلاد.وضد أصوات الردة الداعية إلى التراجع في حقوق النساء بتعلة الخصوصية الدينية والثقافية المكرسة لفهم منغلق وجامد للهوية وأكدت على ضرورة النضال أيضا ضد التهميش الإقتصادي والإجتماعي وعدم التوازن في مخططات التنمية وسياسات التشغيل التي تعرض النساء في ظل سياسة العولمة الرأسمالية إلى تمييز مضاعف. وأشارت إلى أن الجمعية متمسكة كذلك بقانون الأسرة ومجلة الأحوال الشخصية بما يمثلانه من مصادر في حاجة إلى التطوير لأجل تدعيم حقوق النساء في مقاربة حداثية تقوم على المساواة التامة. وتحدثت السيدة سعيدة راشد الكاتبة العامة للجمعية في نفس الإطار عن انفتاح الجمعية على كل النساء في مختلف الجهات حيث تمت برمجة قوافل متجهة إليها كما سنهتم بالجوانب النفسية والإجتماعية. أسئلة «الشروق» وردا على أسئلة «الشروق» المتعلقة بمدنا بأكثر تفاصيل حول التهديدات التي تواجهها المرأة التونسية اليوم ومن هي الأطراف المعنية؟ والبرامج الموجهة للمرأة بالجهات لا سيما في ظل مركزية عمل الجمعية في العهد السابق بسبب الضغوطات ؟ ومصادر تمويل الجمعية لتتمكن من تنفيذ برامجها المتعددة لصالح المرأة؟ قالت فتحية حيزم إن النضال من أجل فصل الدين والدولة هو شرط أساسي لقوى الردة التي تريد العودة بنا إلى الوراء وأضافت بالنسبة إلينا الفتيات تجاوزن الذكور بالجامعات والإناث متواجدات في كل مجالات العمل ولكنهن غير موجودات بصفة فعلية بمواقع القرار. وقالت لقد تعرضنا أثناء خروجنا لمدينة القيروان إلى هجمة من حوالي 150 شخصا بدعوى أنهم يدافعون عن الإسلام وتكلموا باسم النهضة بينما حركة «النهضة» لا تعترف بهم وتدافع في خطابها عن المساواة. وقالوا إن الإسلام جاء بالمساواة والنساء الديمقراطيات لم تأتين بشيء جديد. وردا على السؤال الثاني قالت: أنيسة السعيدي إن المقاومة الميدانية كانت يوميا رغم أننا ننتقل بصعوبة كبيرة جدا. وأضافت أن الجمعية ليست جمعية صالونات بل هي تعمل على مستوى ميداني. وذكرت أحلام بالحاج أن الجمعية عقدت مؤتمرها وجددت هيئتها وفي جوتلقائي تم الإحتفال بذلك إلا أنه ماراعنا إلا وقد تم تداوله على ال«فايس بوك» ونحن في كل الأحوال محبات للحياة. وردا على سؤالنا المتعلق بالتمويل قالت: «لقد كانت لنا سياسة واضحة منذ البداية حيث رفضنا تمويلات بينما كان حسابنا مجمدا من بعض الأطراف على غرار أمريكا. وأضافت نقبل التمويل من الشركاء الذين تجمعنا بهم الثقة والإحترام واليوم يمكن أن تجد الجمعية عديد الشركاء باعتبار المصداقية التي تحظى بها. وذكرت أن الجمعية تعد حاليا ندوة حول النساء والإنتقال الديمقراطي ممولة من قبل الأممالمتحدة. وختمت سوف نطالب كذلك بالتمويل العمومي في حال منحه لجمعيات أخرى.