أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده ستخرج من الأزمة أكثر قوّة وتلاحما فيما صعّدت تركيا لهجتها ضدّ دمشق حيث حذرت من عدم وقوفها مع النظام السوري في أي تحرك دولي ضدّه وذلك تزامنا مع استمرار تدفق اللاجئين السوريين الى تركيا. وجدّد الأسد اتهاماته للتنظيمات المسلحة بالقيام بعمليات ترهيب وقتل في سوريا. مطالب متجدّدة في المقابل، ذكرت مصادر ديبلوماسية أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان جدّد مطالبه للرئيس الأسد بضرورة الاسراع في تنفيذ الاصلاحات وانهاء العنف ضدّ المواطنين المطالبين بحقهم المشروع في الحرية والديمقراطية. ولفت أردوغان الى أن بلاده لن تقف في صف نظام الأسد إذا طُرحت مسألة فرض عقوبات اقتصادية أو قرارات لمعاقبة سوريا أو فرض حصار عليها، ولذلك فإنّ الأسد يتعين عليه ايقاف استخدام القوة المفرطة ضدّ المدنيين. وأشار في لقائه بمبعوث الرئيس السوري حسن تركماني الى أنّ تصعيد العنف سيدفع المجتمع الدولي الى فرض عقوبات على سوريا وأنه يجب على القيادة السورية عدم التوقع بأن هناك من سيدعمها في ارتكاب مذبحة جماعية في البلاد، وأنّ مسألة اللاجئين السوريين مشكلة تخص تركيا لأنهم على أراضيها. والتقى أردوغان بحسن تركماني الليلة قبل الماضية في مقرّ حزب العدالة والتنمية بأنقرة واستمرت المحادثات بين الرجلين أكثر من 3 ساعات. من جهته قال المبعوث السوري حسن تركماني إنّ اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا سيعودون الى بلادهم خلال فترة قصيرة. وتوجه وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الى «مخيمات اللاجئين»، وقال عقب الزيارة سأبلغ دمشق بكل صراحة تامة وجهة نظري، إننا نرى أزمة إنسانية هنا والتطورات تثير القلق. من جانبها، جدّدت موسكو رفضها القاطع إدانة دمشق في مجلس الأمن مؤكدة أنها ستمارس حق «الفيتو» إذا أحيل القرار على أعضاء مجلس الأمن. استعداد للاقتحام ميدانيا، قال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمان إن عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود تقل جنودا وعناصر من مكافحة الارهاب تستعد لدخول مدينة «خان شيخون» التابعة لمحافظة «إدلب» والقريبة من «حماة» كما نقلت وكالة «رويترز» للأبناء عن شهود عيان لم تعرّفهم ولم تكشف عن هوياتهم في قرية معرشمشة على أطراف «معرة النعمان» أن الجنود يطلقون النار بشكل عشوائي وكثيف على ضواحي البلدة مما أدى الى مقتل مدني في منزله ودفع مزيد من السكان الى الفرار. وأضافوا، حسب رواية «رويترز»، إن القوات السورية اقتحمت معرة النعمان الواقعة على الطريق السريع الرابط دمشق بحلب بعد ان اعتقلت مئات الأشخاص في القرى القريبة. وبحسب الرواية الرسمية، فإنّ الجيش يقوم بعملية تطهير شاملة لهذه البلدات من الجماعات المسلحة الارهابية. وتحدّثت مصادر إعلامية الكترونية عن خروج مسيرات ليلية في مدينة «البوكمال» و«الميادين» بمحافظة «ديرالزور». وبث ناشطون على الشبكة العنكبوتية صورا لمظاهرة قالوا إنها نظمت الليلة قبل الماضية وطالبت باسقاط النظام. وأظهرت صور نشرت على ذات المواقع خروج المتظاهرين في مدينة «حماة» مطالبين باسقاط النظام.