عمت مظاهرات مطالبة بالإصلاح وإسقاط النظام أمس مدنا سورية عديدة تزامنا مع اعلان الولاياتالمتحدة دخولها رسميا على خط الأزمة السورية وسعيها عبر معارضين في الداخل والخارج الى تغيير نظام الأسد فيما نشرت وكالة الصحافة الفرنسية صورا تثبت وجود مسلحين في بلدة «جسر الشغور» على الحدود مع تركيا. وأكدت مصادر اعلامية سورية مستقلة خروج مظاهرات في العاصمة دمشق والقامشلي ودير الزور وبانياس ودرعا وحماه واللاذقية وحمص التي أفادت بعض المعلومات الواردة منها سماع اطلاق النار. «الميدان» السوري وتظاهر المئات في منطقة «الميدان» في العاصمة السورية دمشق لدى خروجهم من جامع «الحسن» عقب صلاة الجمعة هاتفين للحرية وللمدن التي دخلها الجيش. وردّت قوات الامن السورية على المتظاهرين بإطلاق قنابل مسيلة للدموع. وتحدثت مصادر معارضة للنظام وقريبة من المعارضة عن سقوط 19 قتيلا وعدد من الجرحى في صدّ قوات الأمن للمتظاهرين. وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمان ان رجال الامن لاحقوا المتظاهرين عقب تفريق احدى المظاهرتين داخل الاحياء الجنوبية ل«بانياس»، فيما توجهت المسيرة الثانية الى خارج المدينة. من جهته، قال التلفزيون السوري الرسمي إن ثلاثة من عناصر الامن قتلوا جراء اطلاق نار عليهم من قبل مسلحين في منطقة «القابون» بدمشق. وكان ناشطون على موقع الاتصال الاجتماعي «فايسبوك» قد دعوا السوريين الى الخروج في مظاهرات «جمعة صالح العلي». ميدانيا، دخل الجيش السوري مدينة «معرة النعمان» وانتشرت قوات معززة بدبابات وحافلات تقل جنودا وعناصر من مكافحة الارهاب على مداخل مدينة «خان شيخون» التابعة لمحافظة «إدلب». الدخول الأمريكي دوليا، أعلنت واشنطن عن نيتها زيادة الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد لعزله دوليا وعن سعيها الى تعزيز وتوسيع الاتصالات مع المعارضين السوريين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند إن سفارتنا في دمشق تتمتع بشبكات اتصالات واسعة مع المعارضين السوريين من كافة الطوائف ولواشنطن ايضا علاقات مع المعارضة خارج البلاد. وأضافت نولاند ان الرئيس باراك أوباما سبق وأن خيّر نظيره السوري بين قيادة الاصلاح او التخلي عن السلطة وان الاخير اختار خيارا سلبيا، على حد وصفها ورأيها. بدوره، دعا الامين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» الليلة قبل الماضية الرئيس الاسد الى وقف العنف موضحا انه يبحث عن موقف متجانس حول سوريا بين الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي. وبدأ الاتحاد الاوروبي التحضير لعقوبات مشددة على سوريا قد تستهدف هذه المرة شركات مرتبطة بشخصيات مقربة من الاسد. في غضون ذلك، اتفقت برلين وباريس على أهمية استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا وتشديد العقوبات على دمشق. وقالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عقب لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن هناك رغبة في الحديث مع روسيا في هذا الشأن، مضيفة : نعمل على كافة الأصعدة حتى نحقق التقدم. واعتبرت أن «العنف» الذي يمارس ضد الشعب لا يمكن قبوله. في مقابل هذه المواقف المنددة بالنظام، جددت روسيا والصين موقفهما المعارض لأي تدخل أجنبي في الأزمة السورية. مسلحون في جسر الشغور وفي سياق متصل، عرضت وكالة الصحافة الفرنسية صورا تظهر مسلحين قال صاحب هذه الصور إنهم من جماعة «الإخوان المسلمون» متمركزين في أماكن شمال غرب سوريا. والتقطت هذه الصور بواسطة هاتف ذكي «آي فون» في مرتفعات جسر الشغور حيث كان الجيش يشن عملية عسكرية ضخمة لاستعادة المدينة. وتظهر الصور مسلحين ببنادق صيد يتحصنون خلف أكياس رمل ويجلسون خلف طاولة على قارعة الطريق.