شيّع آلاف السوريين أمس في مدينة حمص 8 شهداء سقطوا خلال المواجهات مع قوات الأمن فيما أفادت مصادر اعلامية ان حصيلة المصادمات في حمص وضواحيها بلغت 20 قتيلا ونحو 100 جريح من المحتجين ورجال الأمن والجيش، كما شهدت مدن سورية عديدة مظاهرات منادية بالحرية والاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وسط تسريبات اعلامية مطلعة بتمويل واشنطن لجماعات سورية معارضة. وأشارت مصادر اعلامية الى أن المشيعين في مدينة «حمص» طالبوا بإسقاط النظام السوري وبمزيد من الحرية والاصلاح، مرددين «زنقة زنقة، دار دار هنطيح بك يا بشّار» حسب قولهم. اعتصام وأضافت أن السكان يعتزمون الاعتصام وسط المدينة الى حين الافراج عن كافة المعتقلين وانهاء العمل بحالة الطوارئ. من جهتها، أوضحت جهات سياسية سورية أن أصوات الرصاص دوت في كامل أنحا ء «حمص» طوال الليلة قبل الماضية، مضيفة ان دبابات انتشرت في كامل أنحاء «تلبيسة». وفي اللاذقية خرجت مظاهرة ليلية بالشموع عقب تشييع متظاهر قتل بطلق ناري قبل يومين. وأبرزت أن المتظاهرون انطلقوا ليلا من أمام جامع «خالد ابن الوليد» باتجاه منطقة الصليبة وهم يهتفون «واحد واحد واحد... الشعب والجيش واحد». ونقلت مواقع على شبكة الانترنات صورا ليلية لمسلحين يطلقون النار على المتظاهرين بالمدينة. وفي العاصمة دمشق ومدينة «السويداء» و«بانياس» و«معظمية الشام» في ريف دمشق. خرج آلاف المتظاهرين في مسيرات حاشدة جددوا خلالها مطالبهم بالحرية والاصلاح. من جهته، أعلن التلفزيون السوري ان شرطيا قُتل وأصيب 11 من رجال الأمن عقب استهدافهم بإطلاق ناري من قبل مسلحين مجهولين في «تلبيسة». ضبط شحنة أسلحة وقالت وسائل الاعلام الرسمية السورية إن قوات الامن ضبطت شحنة كبيرة من الاسلحة والمتفجرات وأجهزة الرؤية الليلية خلال الاسبوع الماضي في شاحنة قادمة من العراق. وأضافت ان الغرض من هذه الاسلحة هو استخدامها في عمليات تؤثر على الامن الداخلي في سوريا ونشر الفوضى والاضطراب. وفي المقابل، نفى نقابيون من محافظة «درعا» وجود عصابات مسلحة خلال المظاهرات، مشيرين الى أن كافة القتلى سقطوا برصاص أجهزة الامن وقناصتها. وأدانوا ما سموه الدور السلبي للإعلام السوري الذي شوّه الحقيقة وأثار الفتنة، داعين الحكومة الى تلبية كامل المطالب المستحقة للشعب. تمويل للمعارضة وفي غضون ذلك، كشفت برقيات ديبلوماسية سربها موقع «ويكيليكس» الأمريكية أن الخارجية الأمريكية قدمت منذ عام 2006 ما يصل الى 6 ملايين دولار لمجموعة من المنفيين السوريين لتشغيل قناة «البردة» التلفزيونية الفضائية التي تتخذ من لندن مقرا لها. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» التي نقلت التقارير إن قناة «بردة» بدأت بثها التلفزيوني في أفريل 2009 وأنها صعدت عملياتها لتغطية الاحتجاجات الجارية حاليا في سوريا في اطار حملة طويلة الاجل للإطاحة بالرئيس بشار الاسد. وأضافت ان الأموال الامريكية بدأت تتدفق على الشخصيات المعارضة السورية خلال إدارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش في عام 2005 اي عقب تجميد العلاقات الديبلوماسية السورية الامريكية. وأكدت ان الدعم المادي استمر تحت ادارة أوباما رغم سعي إدارته إلى بناء علاقات جديدة مع دمشق. وأوضحت أن آخر قسط مالي تم تخصيصه للمعارضة السورية يعود الى سبتمبر 2010. وأضافت ان المسؤولين الأمريكيين شعروا بالقلق عام 2009 حين علموا ان المخابرات السورية تثير تساؤلات جدية عن المخطط الأمريكي. ونقلت عن ديبلوماسي كبير قوله إن من المجدي اعادة تقييم البرامج الراهنة التي ترعاها واشنطن الداعمة لفصائل مناهضة للحكومة في داخل سوريا وخارجها.