كانت وقائع أول محاكمة للرئيس المخلوع يوم أمس على قائمة اهتمامات الموقع الاجتماعي وظهرت المئات من المقالات والتعاليق التي تتراوح بين السخرية من هذه المحاكمة ومن نوعية التهم الموجهة إلى بن علي وزوجته وبين المقالات الجدية التي تعتمد القانون خصوصا المسائل المتعلقة بجلبه إلى تونس. وانطلق العديد من الناشطين على الموقع في إجراء محاكمات صورية فلكلورية مركبة للرئيس المخلوع، تعتمد الطرافة والنقد ليس للمتهم وزوجته فقط، بل كذلك للسياسيين الحاليين سواء كانوا في الحكم المؤقت أو المعارضة. وتداول التونسيون منذ أول أمس أجزاء من التصريحات المنسوبة إلى الرئيس المخلوع والتي يقول فيها إن «محاكمته تستند لاتهامات كاذبة لتحويل أنظار التونسيين عن الاضطرابات التي تشهدها البلاد»، وفي هذا المجال يبرع التونسيون كعادتهم في السخرية من رئيسهم السابق مستحضرين عبارته الشهيرة «غلطوني، إي نعم غلطوني». لقد «غلطوه وعليه أن يدفع الثمن اليوم»، يقول عشرات الشباب في الموقع. وكما هو متوقع، فقد بادرت العديد من القنوات الفضائية ومواقع الأخبار بالتواصل مع موقع فايس بوك من أجل جلب الجمهور التونسي مثل قناة «فرانس24» التي فتحت صفحة لتلقي أسئلة التونسيين على الموقع قصد استثمارها في برنامج خاص يشرف عليه الصحفي التونسي توفيق مجيد على الساعة الثامنة وعشر دقائق بتوقيت باريس. وقد شغلت هذه الصفحة عشرات التونسيين خصوصا مواطنين من المغرب والمشرق أرادوا مشاركة التونسيين الذين يتزعمون الثورة في العالم العربي في هذه السابقة الفريدة وهي محاكمة رئيس عربي حتى وإن كان ذلك غيابيا، وتركزت المشاركات على إمكانية أن تبادر المملكة العربية السعودية بتسليم بن علي إلى القضاء التونسي. يجب القول إن الموقع الاجتماعي قد حفل بالشتائم ضد الرئيس المخلوع وزوجته وأقاربه والمقربين منه وحتى بالمطالبة بإعدامه، لكن يمكن أن نتابع باحترام شديد عددا كبيرا من المعلومات والمقالات في الموقع حول هذه المحاكمة، مثل وقوف عدد من المحامين أمام محكمة تونس للمطالبة بوقف «مسرحية محاكمة المخلوع» والتأكيد على ضرورة الإسراع في جلبه من السعودية. وفي هذا الإطار، عاد المئات من التونسيين إلى تداول المعلومة القانونية التي تقول إن محاكمة بن علي أمام القضاء العسكري من شأنها أن تحرم تونس من جلبه أو إيقافه بحجة أن المحاكم العسكرية غير معترف بها أمام القضاء الدولي، باعتبارها محاكم استثنائية. أما أفضل ما كتب عن رسالة بن علي المزعومة، فقد جاءت تذكيرا بما قاله الله تعالي لفرعون من قبله: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}.