يُواصل منصف المرزوقي نشاطه المكثّف عبر اللقاءات المباشرة والاتصال بالمناضلين ، كما يتمسّك «الرجل» بنفس منهجه الّذي عُرف به قبل 14 جانفي من حيث المبدئيّة ورفض الانتهازية السياسية والوقوف بجدية في عدد من المطالب التي يعتبرها رئيسيّة ومركزيّة من مثل حل البوليس السياسي وإنهاء كلّ مظاهر تعطيل أنشطة السياسيين ومختلف مكوّنات المجتمع المدني، ومؤخّرا واجه المرزوقي وزير الداخلية السيّد حبيب الصيد وطالبه بالاستقالة من منصبه، هذا إلى جانب التعويل على ثلّة من المناضلين من أمثال محمّد عبّو وعماد الدايمي وعبد الوهاب المعطّر وعبد الرؤوف العيادي ، وهو في اتجاهه لاستقطاب العديد من الوجوه السياسية الجديدة ، ومن المنتظر أن يكشف المؤتمر الوطني الأوّل لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية المرتقب انعقاده نهاية هذا الأسبوع بمدينة القيروان حجم الفعل السياسي والحزبي للسيّد المرزوقي. في نزول: أحمد نجيب الشابي على الرغم من أنّه الشخصية الأبرز على مستوى الحضور الإعلامي والسياسي و«الإعلاني» كذلك، فأحمد نجيب الشابي يبدو اليوم في وضعية معقّدة جدّا عكستها خطاباته «النارية» وتهجّماته العلانيّة على «رفاق الأمس» خاصة منهم حركة «النهضة»، هذا مع ما يبدو من غموض في وضع حزبه الداخلي بعد سلسلة الانسحابات المتتالية على خلفية القبول بالتواجد ضمن حكومة الغنوشي ، وكذلك سلسلة الانخراطات الجديدة والتي جاء أغلبها من بقايا التجمّع المنحل، ومن الواضح أنّ الجهد الّذي قام به الشابي لاستقطاب «التجمعيين» في اتجاهه لكي يخبو ويهتزّ وذلك بعد بروز عدد من الأحزاب ذات المرجعية الدستورية والإصلاحية وتواجدها على الساحة من مثل حزبي الوطن والمبادرة اللذين يتجهان لاستقطاب العدد الأبرز من المنخرطين سابقا في التجمّع المنحل. هذا إلى جانب الوضع الراهن داخل المكتب السياسي ليس فقط في علاقة بالأمينة العامة ميّة الجريبي بل كذلك «التصادم» مع غالبية أعضاء المكتب مؤخرا بخصوص «بيان المانحين».