عصام الشوالي المعلّق التلفزي المشهور والذي سطح نجمه على الصعيدين الوطني والعربي يشد إليه المشاهد في مختلف الأقطار اختطفه التعليق الإذاعي والتلفزي من الأدب الانقليزي. عرفه الرياضيون في تونس في بداية مشواره من خلال تعامله مع إذاعة الشباب قبل أن يتحوّل إلى قناة ART ثم حاليا إلى «الجزيرة الرياضية». استضفنا لكم هذا المعلّق الشهير فكان هذا الحوار: ماذا يمكن أن نعرف عن حياة الشوالي الذاتية؟ ظروف عملي التي تقتضي مني التنقل بين قطر والبلدان الأوروبية لنقل عدد من المباريات الكروية تحتم عليّ البقاء بعيدا عن تونس لمدة 20 يوما كل شهر، وهذا الغياب بقدر ما يسعدني في أداء واجبي المهني بقدر ما يجعلني أتألّم لغيابي عن أفراد عائلتي طيلة هذه المدة لكنني أسعى إلى تعويض ذلك حين أكون بتونس. وهل تستطيع أن تبتعد وأنت في تونس عن عالم الكرة؟ أسعى إلى التفرع كليا لشؤون العائلة فأغلق هاتفي الجوال ولكن ذلك لا يمنعني من متابعة بعض اللقاءات المحلية. انتهت البطولات الأوروبية وعدت لقضاء إجازتك السنوية فأين ستقضيها؟ كان في الحسبان أن أبدأ إجازتي السنوية وأعمل على تسديد قسط من الدين المعنوي نحو أفراد أسرتي لكنني تلقيت دعوة من أسرة قناة الجزيرة الرياضية لتغطية لقاء الدور النهائي لكأس الملك عبد الله عاهل المملكة العربية السعودية وها أنا أشد الرحال مجددا إلى الخليج (مساء السبت الماضي). وأنت بالخليج الأكيد أنك تابعت الثورة التونسية؟ (مقاطعا) بل قلت عشتها بكل جوارحي فهذه الثورة المباركة التي مكنت شعبنا من استرداد حريته وكرامته جعلتنا كتونسيين بالمهجر نشعر بالفخر والاعتزاز لأننا أوقدنا الشرارة الأولى للثورات العربية. تابعنا نشاطك عبر الموقع الالكتروني للتونسيين بقطر كيف كانت استجابة أبناء الوطن لهذه الدعوة؟ أسعى إلى القيام بحملة تبرّع لفائدة الوطن من قبل التونسيين المقيمين بالخارج وأرجو أن يستجيب رجال الأعمال المهاجرين لنداء الواجب ويساهموا في دفع عجلة التنمية بتونس ما بعد الثورة فهم أولى بتنمية الاستثمار لأننا لا نرغب في إثقال كاهلنا بالديون الأجنبية. من خلال متابعتك لسير النشاط الكروي بتونس ما بعد الثورة هل لاحظت تراجعا في المستوى؟ كلا فمستوى كرتنا بخير ولا شيء يدل على أنّنا نمر بأزمة وكل ما نقص هو غياب الجمهور الذي يعطي نكهة للقاءات ويكون حافزا لبعث المزيد والحماس في نفوس اللاعبين للرفع من المردود لكن الظروف الحالية تتطلب منا إيلاء الجانب الأمني الأولوية المطلقة في اهتماماتنا. تقول هذا والحال أن مشاركاتنا في المسابقات الإفريقية أصبحت تكلّل بالفشل؟ وأي فشل هذا الذي نتحدث عنه والترجي الرياضي والنادي الصفاقسي أدركا الدور النهائي لرابطة الأبطال الإفريقية وكأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ولئن لم نوفق بالذهب فإن ذلك يعتبر تتويجا لكرة القدم التونسية لكن طموحاتنا كبرت وصرنا لا نرى من النجاح إلا الحصول على الأقصى في حين أن غيرنا يعتبر إدراك أي دور متقدم نجاحا باهرا لكرته. نلاحظ في تعاليقك على لقاءات المنتخب والفرق التونسية ميلاواضحا وانحيازا للوطن هل جلب لك ذلك بعض المشاكل؟ وإذا لم أنحز إلى وطني فلمن سأنحاز؟ أشعر وأنني أنقل هذه اللقاءات بأنني اللاعب الثاني عشر أتفاعل مع إبداعات اللاعبين دون أن ينسيني ذلك متطلبات واجبي المهني وقد تعرضت لمضايقات من جمهور الوداد المغربي. كيف يستعدّ الشوالي لنقل أطوار اللقاءات؟ التعليق الرياضي جرأة ووقاحة ويتطلب من صاحبه المعرفة الدقيقة بحياة الفريقين المتقابلين لأن المعلق مطالب بتقديم الإضافة فعهد الكرة عند صالح ومررها إلى زيد وزيد إلى فلان و«إيلييي» ولى وانتهى فالمشاهد اليوم مثقف كرويا ولا بد من أن يكون المعلق محترما لإرادة المتلقي خاصة أن القنوات الصوتية لكل قناة تلفزية تعطيك الخيار لذا فإن المعلق في سباق داخلي فإما أن يكون في مستوى الأمانة وإما أن يبقى يغرد لنفسه وهذا يجعلني بالإضافة إلى ما تحمله الذاكرة أعد لكل مباراة من ذلك أنني أعددت ما بين 25 و30 ورقة للقاء ريال مدريد وأرسنال الانقليزي ولو أنني لم أستعمل إلا بعضها. هذا في اللقاءات الهامة وماذا تفعل في اللقاءات العادية؟ أعتبر المهمة أصعب في اللقاءات التي تجمع بين فرق ليست من الحجم الكبير فقد تسقط المباراة في الروتين وقد يتراجع المردود ويحس المشاهد بالملل وهنا يأتي دور المعلق لشد الانتباه بما يقدمه من إضافات. رياضتنا بعد الثورة كيف تراها؟ أرى أنها مقبلة على مرحلة جديدة بدأناها بال«شان» ولحقت بها تتويجات المصارعة والجيدو وأنس جابر في التنس لكن لا بد من عملية تطهير في القطاع الرياضي ولا بد من ضبط قائمة في هذا القطاع يجب إبعادها ولو لفترة على غرار القائمة التي تضم التجمعيين الذين سيقع إقصاؤهم والمطلوب اليوم سن تشاريع جديدة تقطع مع ممارسات الماضي. ماذا يحتاج قطاع الإعلام الرياضي ببلادنا؟ يحتاج وبصورة عاجلة إلى بعث نقابة للصحافيين الرياضيين تنظم شؤونهم وتسهر على حقوقهم وتؤمن لهم التكوين الصحيح. أنت من أعلام الإعلام الرياضي فهل تفكّر يوما في بعث قناة تلفزية رياضية خاصة بك؟ بعث قناة تلفزية رياضية يتطلب استثمارا هائلا ولا بد من إيجاد مستثمرين في هذا الميدان كما أنه يتطلب إيجاد عقود لنقل المباريات الهامة وغيرها من متطلبات الإشهار والاستشهار لكنني أتمنى رؤية قناة تلفزية رياضية وطنية تبعث ببلادنا وأنا على استعداد لأعمل بها.