كشفت خريطة مسلسلات التلفاز على شاشات محطات التلفيزيونية العربية سواء الفضائية او الارضية عن مفارقة غريبة تستدعي التوقف عندها، وتتمثل هذه الظاهرة في احتكار عدد قليل من النجوم وبمعدلات متفاوتة هذه المسلسلات، وفي المقابل هناك العديد من النجوم وبعضهم من الاساتذةوالرواد غائبون عن الساحة تماما... «الشروق» تابعت هذه المفارقة وتكشف تفاصيلها وأسبابها في هذا التقرير. في البداية يمكن ان نتشف وبحساب احصائي بسيط ان غادة عبد الرازق الناشئة، وفادية عبد الغني حققتا الرقم القياسي في عدد المسلسلات، وبالتحديد نصيب فادية عبد الغني من مسلسلات رمضان اربعة مسلسلات هي: «ملفات سرية» و»خان القناديل» و»العصيان» و»العمة نور»، وتتساوى معها في العدد غادة عبد الرازق بأربعة اعمال ايضا هي: «العمة نور» و»مسألة مبدأ» و»بياع المواويل» وفوازير «فرح كليب» وهي على حلقات منفصلة. وفي المرتبة الثانية وبرصيد ثلاث مسلسلات نجد كل من: إلهام شاهين بمسلسلات «نجمة الجماهير» و»مسألة مبدأ» و»الامبراطور» وصفية العمري بمسلسلات: «خان القناديل» و»أبيض أبيض» و»بعد الطوفان» ومعهما حسين فهمي بمسلسلات «الامبراطور» و»تعالى نحلم ببكره» و»أولاد الاكابر». وفي المرتبة الثالثة وبعدد مسلسلين يظهر كل من: فاروق الفيشاوي بمسلسلي «كناريا وشركاه» و»زينات والثلاث بنات» ونيرمين الفقي بمسلسلي «ثورة الحريم» و»الليل وآخره» وبوسي بمسلسلي «حرب الدخان» و»ذنوب الابرياء» وممدوح عبد العليم بمسلسلي «أبيض أبيض» و»الطارق». المنسيون وفي المقابل هناك النجوم الكبار الذين لم يطرق اي مخرج او منتج بابهم وربما ليس فقط في الأعداد لاعمال رمضان ولكن لطوال العام، ويتحدث بالنيابة، عنهم الفنان القدير فؤاد المهندس بلهجة يخنقها الحزن والأسى والعتاب ويقول: تاريخي الفني كبير في السينما والمسرح والتلفزيون ورغم كل ذلك لم يطرق احد بابي وهو الامر الذي آلمني نفسيا «الى حد كبير فأنا لم أظهر لأن احدا بصراحة لم يعرض على اي عمل من الاساس، ولا يجد فؤاد المهندس افضل من التساؤل الاستنكاري ويقول: «هل لا يشفع لي تاريخي الفني ولو بعرض واحد؟! أما يونس شلبي فيرى أن ذلك سنة الحياة ويقول انه ما يحدث من كثرة اعمال بعض النجوم في حين لا يعمل آخرون يرجع الى قصور من جانب القائم او المنتج على العمل الفني، ويقول بلهجة سخرية: «وقد يكون السبب انهم لا ينظرون امامهم او خلفهم ولكنهم يرشحون النجوم الذين يشاهدونهم فقط». عدالة التوزيع ومن جانبه يعترف الفنان محمد رياض بأنه عدم عدالة توزيع الاعمال الفنية ينعكس بصورة مليئة على جماهيرية الفنان مشيرا الى أن ظهوره بكثرة في اكثر من عمل خلال بداياته كان له اثر كبير في تحقيق نجوميته، وعندها قالوا: ألا يوجد غيره؟ وبعدها راجعت الحسابات وابتعدت ليسأل عني الجمهور مجددا. أما المخرج علي أدريس فيوجه اصابع الاتهام الى المخرجين والمسؤولين عن عملية الانتاج ويقول انهم لا يتبعون المعايير الموضوعية والسليمة في عملية اختيار وترشيح النجوم، ويبرر تكرار ظهور عدد من النجوم في اكثر من عمل بعدة أسباب منها العلاقات والمصالح، ومن ناحية اخرى يحذر من تأثير التكرار المبالغ فيه على الشاشة على النجاح الفني ومراعاة كبار النجوم في عملية الاختيار. وفي المقابل يؤكد السيناريست ممدوح الليثي رئيس جهاز مدينة السينما المصرية وهي احدى كبرى جهات الانتاج الفني بأنه لا يكن ترشيح نجم ما لمجرد عدم ظهوره في الساحة مؤكدا أن طبيعة الدور هي التي تحسم عملية الاختيار، ولا توجد اي عوامل للمجاملة او لفرض نجوم معنية.