تونس الشروق أكثر من عام مرّ على انطلاق البث التجريبي لقناة تونس1 التي بعثها طارق البشراوي رجل الأعمال المقيم في باريس منذ السبعينات ورغم مرور أكثر من عام لم تتحصّل القناة على رخصة البث الى حدّ الآن ممّا تسببّ له في ديون كبيرة ومشاكل مع الممولّين . كيف بدأت الحكاية؟ وأي آفاق لهذه القناة ولباعثها؟ «الشروق» التقته في هذا الحوار: كيف بدأت رحلتك مع بعث قناة تونس1؟ علاقتي بالأعلام قديمة تعود الى الثمانينات عندما أصدرت في فرنسا مجموعة من المجلات وهي «وغدا» و«تضامن» و«التونسي في العالم» ومنذ ست سنوات فكّرت في بعث قناة مع شركاء لي منهم شريك فرنسي وقدّمت الملف لوزارة الاتّصال ولم أجد مانعا بل وجدت وعدا بالدّعم والحصول على الترخيص وهو ما شجّعني على مواصلة العمل طيلة ست سنوات وقد توجّت الجهود بالحصول على ذبذبات من قبرص وفتح ثلاث مكاتب في تونس وسوسة وصفاقس وانتداب 25 صحفيا شابا من خريجي معهد الصحافة الى جانب اقتناء معدّات تصوير والحصيلة 800 ساعة بث ورقم قياسي في البث التجريبي أنطلق منذ 1 جوان 2010 . لماذا لم تحصل على الترخيص؟ في العهد السّابق عانيت من المماطلة وكنت أتعرّض لعراقيل ومؤامرات من بينها أنّي وعدت بالحصول على الترخيص مقابل أن أمنح 51 بالمائة من الأسهم لشخصية ما وحين تحرّيت من الموضوع اكتشفت أن هذه «الشخصية»الغامضة ليست إلاّ حليمة بن علي فرفضت كما رفضت التوقيع على المناشدة فكان جزائي الحرمان من الرّخصة فأنا لم أحصل على عكس ما يشيعه البعض عنّي لا على وسام ولا على أي امتياز ولو كنت مقرّبا من السّلطة لما عانيت ما عانيت ومازلت أعانيه . وبعد الثورة؟ بعد الثورة أعدت تقديم الملف ومازلت أنتظر وعندي ثقة في اللجنة المستقلة المكلّفة بهذا الموضوع برئاسة السيد كمال العبيدي ولي أمل كبير في أن أنصف خاصة بعد كل ما خسرته من أجل هذا الموضوع. كم أنفقت على مشروعك هذا الى حدّ الأن؟ أنفقت أكثر من مليار ونصف المليار. التلفزة تشترط مصادر تمويل ماهي مصادر تمويل تونس1؟ عندي جزء من المبلغ ادّخرته من سنوات التعب في فرنسا ولي شريك فرنسي دفع 390 ألف أورو وحصلت على قرض من الشركة التونسية للبنك ب300 ألف دينار وقرض من بنك الأمان ب150 ألف دينار وقد تجاوزت أجال التسديد وهناك قضيتان ضدّي في المحكمة وبسبب الفوائض وصل المبلغ الجملي للقرضين الى حوالي 900 ألف دينار واضطررت الى بيع أسهمي لأحتفظ ب9 بالمائة فقط كما تورّطت في صكوك دون رصيد وديون أخرى من أصدقاء تونسيين. وحاليا أنا مهدّد بالسّجن في كل لحظة لذلك نظّمنا كأسرة القناة أضراب جوع لمدّة 15 يوما وسندخل بداية من يوم الأثنين القادم اعتصاما مفتوحا لتحسيس الرأي العام بمأساة العاملين في القناة وباعثها فنحن لا ننتظر أي شيء إلاّ الترخيص لنبدأ في البث الرّسمي . ألا ترى أنّ المشروع كان مغامرة غير مدروسة؟ كان مغامرة نعم لكنّها مغامرة مدروسة فلولا وعدهم لي بالترخيص لما تورّطت في كل هذه الديون ولما خسرت ست سنوات من حياتي من أجل أن أنهي حياتي في السّجن لا قدّر اللّه. كل ذنبي أني حلمت بهذا المشروع ولو لم أرفض الشراكة مع بعض الأطراف الذين حاولوا فرضهم علي لما وصلت الى ما وصلت إليه من إفلاس وديون وأرجو أن تضع الهيئة المستقلّة في اعتبارها كل هذه المعطيات .