أغلقت السلطات التركية أمس المعبر الحدودي مع سوريا بعد تسرب عدد من أنصار الأسد الى أراضيها عبره، فيما أكد مسؤول لبناني فرار العديد من المواطنين السوريين المصابين الى الأراضي اللبنانية، في الوقت الذي اتهمت فيه دمشقعواصم الاتحاد الأوروبي بالتدخل المفضوح في شؤونها. وذكرت قناة «العربية» أن أسباب إغلاق المعبر التركي لم تتضح، الا أن مصادر أشارت الى أن الحدود شهدت عبور بعض الرجال المؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ممّا أوجب إغلاقها. ملاحقة الفارّين ويأتي هذا فيما تحدث لاجئون سوريون عن محاولة بعض عناصر الأمن التابعة للنظام دخول مخيمات اللاجئين، وتسبب الاغلاق في زحمة سير عند المعبر، حيث اصطفت السيارات والشاحنات ساعات الى أن أعيد فتحه. وكانت الحدود السورية التركية شهدت حالة من الهدوء والترقب بعد أسبوع نزح خلاله الآلاف من السوريين. واستقبلت الأراضي التركية نحو 1500 لاجئ خلال اليومين الماضيين، فيما بلغ اجمالي عدد اللاجئين المسجلين في المخيمات نحو 11700 لاجئ. هذا ونقلت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية عن مسؤول أمني لبناني، قوله ان المئات من السوريين، بعضهم يعاني من اصابات بطلقات نارية، قد عبروا الحدود الى لبنان بحثا عن ملجإ من القمع المتزايد الذي تمارسه حكومة دمشق. وأضافت أن سوريين آخرين شاركوا في جنازة ضحايا القمع خارج دمشق مطالبين بخلع الرئيس بشار الأسد. وأوضحت الصحيفة أن أغلب اللاجئين الذين وصلوا الى الحدود اللبنانية قد جاؤوا بعد أن فتحت قوات الأمن السورية النار على المتظاهرين يوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل 20 شخصا من بينهم طفلان عمرهما 12، و13 عاما. ومن ناحية أخرى، نقلت الصحيفة عن إحدى شخصيات المعارضة البارزة قوله، ان مائتين من منتقدي النظام والمفكرين سيلتقون في دمشق اليوم لمناقشة استراتيجيات الانتقال السلمي الى الديمقراطية. وسيكون هذا الاجتماع الذي سيستمر يوما واحدا أول اجتماع في دمشق بمعارضي النظام الذين تعرض الكثير منهم الى الاضطهاد من جانب حكومة الأسد. انحراف أوروبي وفي اتجاه آخر اتهمت صحيفة «البعث» السورية عواصم الاتحاد الأوروبي «بالتدخل في الشأن السوري بشكل مفضوح وانحراف خطير باتجاه الاستباحة لذلك التدخل بما لا يستقيم مع ادعاءاتهم بحرصهم على حقوق الانسان والحريات». وقالت الصحيفة الرسمية في افتتاحيتها بعددها الصادر أمس بعنوان «حين يتواطأ الأوروبيون» ان الأوروبيين في مزايدتهم على الادارة الأمريكية يستهدفون مناخات الحوار الوطني وبرنامج الاصلاح الذي تسعى القيادة السورية الى تطبيقه ضمن أجندة داخلية صرفة، انما يؤكدون رغبتهم في تشجيع حالة الفوضى وزعزعة الاستقرار في سوريا والذهاب بعيدا في مخطط إضعافها وحصر دورها الاقليمي داخل حدودها. واعتبرت الصحيفة أن «ذلك المخطط هو هدف أمريكي اسرائيلي قديم جرى العمل عليه عام 2005، ولقي الهزيمة مع اتساع الدور السوري الاقليمي بعد خروج القوات السورية من لبنان». وقالت «البعث» ان التصريحات الأوروبية المتواترة ضد دمشق في كل جهد تقوم به لفرض الأمن والاستقرار واتباعها بحزمة الاجراءات «العقابية» بما يتقدم على سلوك الادارة الأمريكية، هي مؤشرات فهمت جيدا في دمشق وأكدت القناعات بانحراف أوروبي خطير في اتجاه استباحة التدخل في شؤون الآخرين». ومضت الصحيفة تقول ان «الأوروبيين قد يستطيعون المضي في تلك السياسة العدوانية ورفع السقوف، كما يريدون طالما أن الجزء الأهم من الحرب التي تواجهها سوريا اعلامية بامتياز، مؤكدة في الوقت ذاته أن «هناك حقائق لا يمكن اغفالها تنطلق من أن أي تدخل في الشؤون السورية مرفوض وتحت أي عنوان كان».