على امتداد كامل المقابلة كان الافريقي أفضل نسبيا وهذا يعني أنه كانت هناك سيطرة لفريق باب الجديد لكن الترجي هو الذي فاز وقد كان أخطر تقريبا في عديد الهجمات وهذا يطرح سؤالا هاما: هل تفوق معلول على البنزرتي أم أن الانتصار حدّدته أحكام الكرة والجزئيات البسيطة. في القراءة الموالية سنحاول الاجابة عن هذا السؤال: في البداية كان الترجي أكثر تركيزا بل ان التركيز كان غائبا تماما في صفوف الافريقي وهنا بدا واضحا أن معلول تفوق على البنزرتي على مستوى التحضير النفسي وقد حاول فريق باب سويقة أن يباغت وهو ما كان فعلا وكان هذا الهدف بطريقة مثالية أي بهجمة مركزة من الجهة اليمنى وقد نجح كل اللاعبين سواء في التمرير أو طلب الكرة أو في القدوم من الخلف وما يحسب لمعلول في هذا الهدف هو أن الترجي سجل عديد الأهداف بهذه الطريقة في اللقاءات الأخيرة وهذا يعني أنه لا يمكن الحديث عن الصدفة بل هناك تحضير وتمارين يومية. في المقابل شاهدنا الافريقي هاجم كثيرا من الرواقين ولكن التمرير يكون في كل مرة لفائدة المدافعين عكس الترجي الذي يمرّر الى الخلف والحقيقة أن هذا العائق يعاني منه الافريقي منذ سنوات وكذلك الترجي الذي حرّره معلول من هذه المشكلة. الى جانب نجاح الترجي في إنهاء الهجمة بالمقارنة مع الافريقي وتفوق معلول الواضح على البنزرتي فإن نجاح مدرب الترجي تجلّى أيضا في تمركز اللاعبين حيث كان لاعبو الترجي قريبين الى بعضهم البعض عكس لاعبي الافريقي حيث كان ايزيكال في عزلة وبدا واضحا أن البنزرتي غير مقتنع باختياراته التكتيكية ولذلك كان في كل مرة يغير تمركز اللاعبين وقد لعب مثلا الذوادي في 3 مراكز مختلفة (من الجهتين اليمنى واليسرى ثم خلف المهاجم) وكذلك السلامي الذي نشط كلاعب وسط متأخر في بداية اللقاء ثم لاعب رواق في الجهة اليسرى وأنهى اللقاء بظهير أيسر وكذلك المليتي الذي لعب في أكثر من مركز وهذا يعني أن البنزرتي كان طوال اللقاء يبحث عن التمركز الصحيح والمركز الذي يليق بكل لاعب. من جهة أخرى كان لاعبو الترجي في وسط الميدان أكثر صرامة وقد ساعدهم في ذلك تسامح الحكم المبالغ فيه أما لاعبو الافريقي فقد كانوا متسامحين وكل هجمة تصل الى دفاع الافريقي بسرعة شديدة ولذلك فإن وسط الافريقي في حاجة الى المراجعة خاصة أن البنزرتي فضّل أن يلتزم الذوادي باللعب بجانب التماس وكذلك المليتي ففتحت الممرات أمام مهاجمي الترجي. النقطة الأخرى التي تفوق فيها معلول على البنزرتي هي طريقة تنفيذ الكرات الثابتة رغم أن هناك عاملا هاما رجح كفة فريق باب سويقة وهو عامل القامة وعلى مسؤولي الافريقي وإطاره الفني التفكير في هذا الأمر من الآن. الخلاصة: في النهاية بالامكان التأكيد أن الافريقي سيطر بفضل امكانات لاعبيه وبفضل العزيمة وتعودهم على النجاح في «الدربيات» لكن الترجي يتفوق بفضل الاعداد النفسي الجيد وحسن قراءة اللعب.