اعتبر نجل العقيد الليبي سيف الاسلام القذافي أن أكبر خطإ اقترفه النظام الليبي تمثل في التخلي عن أسلحة الدمار الشامل وتعليق برنامج الصواريخ الباليستية واصفا المحكمة الدولية ب «السيرك» و«الأداة» في يد القوى الغربية فيما تخلى الإتحاد الإفريقي نهائيا عن العقيد معمّر القذافي. طرابلس (وكالات) وقال سيف الاسلام في حديث لبرنامج «حديث اليوم» إن الكثير من الدول كإيران وكوريا الشمالية تقول لنا «هل اكتشفتم خطأكم أيها الليبيون؟ تخليتم عن أسلحة الدمار الشامل وأغلقتم برنامجكم لتصميم الصواريخ الباليستية ، وها هي النتيجة.. كونوا أقوياء وأضاف ان الدرس الذي تعلمناه يبدو أن فيه رسالة للجميع، كونوا أقوياء ولا تثقوا في الغرب أبدا وكونوا على يقظة فهؤلاء الناس لا يعرفون معنى الصداقة. وتابع: من أكبر أخطائنا أننا أنهينا شراء الأسلحة الحديثة خاصة الأسلحة الروسية وتباطأنا في إنشاء جيش قوي... ظننا أننا لن نخوض حربا جديدة. وفي تطرقه الى موضوع مذكرة الاعتقال الصادرة في حقه وأبيه ورئيس المخابرات الليبية قال ذات المتحدث إن هذه المحكمة مشهد في سيرك ما. فهي تتهمني بقتل الناس والجميع يعرفون حقيقة الأمور فحتى المتمردين أنفسهم لا يتهموني باستخدام العنف او قتل الناس فأنا لا أشغل اي منصب عسكري او حكومي. وأكد أن قرار إعدامه هو وأبيه صدر من طرف الدول الغربية قائلا: «لقد قتلوا أخي ودمّروا بيتي... وبالتالي فإن القرار قد اتخذ.. لقد قرّروا إزالتنا». وأضاف ان الدول الغربية تسعى الى عقد صفقة مع النظام الليبي ترتب بمقتضاها أمور المحكمة الدولية ومذكرات اعتقالها. وقال في هذا السياق: يقولون لنا إذا عقدتم الصفقة معنا سنرتب الأمور مع المحكمة، ما معنى هذا؟ معناه أن المحكمة ببساطة تنفذ أوامر البلدان التي هاجمتنا. وحول أبيه اعتبر سيف الاسلام ان والده زعيم ليبيا واعتقاله ليس سهلا، يمكن قتله لأنها الحرب. ووجه في آخر المقابلة كلمة للمعارضة المسلحة شدّد فيها على أن «المتمردين» حسب توصيفه سيهزمون قريبا جدّا على الرغم من مساعدة كل العالم لهم وتمكينهم من كل مطالبهم. مباحثات مع الثوار بدورها، قالت عائشة القذافي ابنة العقيد إن طرابلس تجري مباحثات مباشرة وغير مباشرة مع المعارضين في سبيل حقن الدماء الليبية. وأضاف في مقابلة مع التلفزيون الفرنسي ان أباها مرشد ورمز للشعب الليبي ولاشيء يدعوه الى ترك البلاد. ووجهت بدورها، رسالة الى أمهات وزوجات الطيارين الفرنسيين الذين يقصفوننا... أزواجكم لا يحمون المدنيين بل يقتلون الأطفال والنساء ارضاء لساركوزي الذي يعتقد انه كلما قتل الليبيين زادت الأصوات التي سيحصل عليها في الانتخابات. التخلي عن القذافي من جهة أخرى، قرر رؤساء الدول الإفريقية المشاركون في قمة الاتحاد الإفريقي في عاصمة غينيا الاستوائية «مالابو» استبعاد العقيد معمر القذافي عن أية مفاوضات من شأنها إخراج ليبيا من الأزمة الراهنة. وفي حديث لوكالة الصحافة الفرنسية قال رامتان لامامرا مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي : إن الزعماء الأفارقة أجمعوا على وثيقة ختامية للقمة تنص على استبعاد العقيد القذافي من أية محادثات لحل الأزمة الليبية. وأضاف أنه من المقرر رفعها إلى كل من حكومة الجماهيرية الليبية والمجلس الوطني الانتقالي، وذلك من خلال دول الوساطة الافريقية الاربع، وهي إفريقيا الجنوبية والكونغو ومالي وأوغندا. واعتبر محللون أن المظاهرات المليونية التي عمت طرابلس أمس تأتي في سياق رفض النظام الليبي لهذه التوصيات الإفريقية ومزيد التأكيد على أن القذافي جزء من أية مبادرة لحل الأزمة في ليبيا. ميدانيا، انسحب الثوار أمس من محيط بلدة «بير الغنم» 80 كيلومترا جنوبطرابلس وذلك بعد تعرضهم لقصف عنيف من كتائب العقيد. وقال مصوّر وكالة «رويترز» إن القوات الحكومية دكّت المعارضة بصواريخ «غراد» التي أصابت مناطق تبعد 30 كيلومترا عن «بير الغنم».