عادت احاديث المفاوضات بين طرفي النزاع في الازمة الليبية مجددا بعدما اكدت عائشة ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي ان ليبيا تجري مباحثات مباشرة وغير مباشرة مع المعارضين الذين يحاولون الاطاحة بوالدها، بينما كشفت مصادر متطابقة في الحكومة الليبية والمجلس الانتقالي النقاب عن مفاوضات غير مباشرة، وسرية، بين القذافي مع فرنسا وبريطانيا وحلف شمال الاطلسي (الناتو) للخروج من الازمة الليبية.في حين برزت اتهامات جديدة من قبل روسيا لحلف الاطلسي بالسعب الى عملية عسكرية برية في ليبيا. لكن عائشة القذافي اكدت ايضا ان والدها لن يترك البلاد وقالت انه تجري مفاوضات مباشرة وغير مباشرة ويجب علينا حقن دماء الليبيين. واضافت المحامية البالغة من العمر 35 عاما « ولذلك فاننا مستعدون للتحالف مع الشيطان وهو المعارضون المسلحون». في المقابل قالت صحيفة «الشرق الأوسط « اللندنية إن جزيرة جربه التونسية شهدت قبل عدة أيام سلسلة من الاجتماعات السرية بين ثلاثة مسؤولين من نظام القذافي، هم محمد حجازي وزير الصحة، وعبد العاطي العبيدي وزير الخارجية، ومحمد أحمد الشريف رئيس جمعية الدعوة الإسلامية الليبية، ومسؤولين ودبلوماسيين غربيين في إطار البحث عن حل للأزمة الليبية. وأبلغت المصادر أن مبعوثي القذافي نقلوا عنه رسالة تعبر عن رغبته في إبرام وقف فوري لإطلاق النار، سواء مع الناتو أو الثوار المناهضين له، برعاية الأممالمتحدة. وأضافت المصادر أن القذافي يلمح أيضا إلى إمكانية مناقشة مستقبله السياسي في إطار البحث عن وسيلة للخروج من هذا الوضع الراهن. من ناحية أخرى، صرح قيادي في المجلس الانتقالي الليبي للصحيفة ان «هذه الاجتماعات تتم بصورة غير رسمية، لذلك لا يمكن اعتبارها مفاوضات حقيقية أو رسمية، هي مفاوضات تمهيدية على مستوى شبه رسمي.. القذافي يسعى للحصول على حصانة دولية بضمانات من الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بعدم ملاحقته إذا ما قرر الخروج من السلطة، وليبيا». لكن الثوار اعلنوا على هامش قمة الاتحاد الافريقي الخميس انهم مستعدون لوقف القتال اذا تنحى القذافي عن السلطة، من جهة ثانية فشل الاتحاد الافريقي خلال قمته في مالابو في التوصل الى توافق حول موقف مشترك من الازمة في ليبيا وقرر بالتالي استئناف المفاوضات حول هذا الملف ، كما اعلن مصدر رسمي. وقال وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي «لا يمكنني ان اقول لكم اي شيء. الامر لم ينته».اما رئيس مفوضية السلم والامن في الاتحاد الافريقي رمضان العمامرة فاوضح ان «النقاشات لم تكن متوترة بل مثيرة للاهتمام». ومن بين الاقتراحات التي يتم تدارسها وقف فوري لاطلاق النار والسماح بوصول فرق الاغاثة الانسانية والبدء بعملية انتقالية واجراء انتخابات ديموقراطية ونشر قوة حفظ سلام دولية. وبحسب مصدر قريب من الاتحاد الافريقي فان احدى العثرات التي تحول دون التوصل الى اتفاق تتمثل في موضوع مشاركة العقيد الليبي معمر القذافي في المفاوضات او عدم مشاركته. ميدانيا قالت المعارضة الليبية ان قواتها بدأت تنسحب من مواقعها خارج بلدة بئر الغنم الواقعة على بعد 80 كيلومترا جنوبي العاصمة طرابلس تحت قصف صاروخي من جانب القوات الحكومية.واوضح الثوار ان القوات الحكومية المتمركزة داخل بئر الغنم أطلقت نيرانها على مقاتلي المعارضة مستخدمه صواريخ جراد الروسية والتي سقطت على مسافات بعيدة وصلت الى قرية بئر عياد على بعد 30 كيلومترا الى الجنوب. ولم تصل المعارضة المسلحة الليبية الى نقطة قريبة من مقر الزعيم الليبي معمر القذافي في طرابلس أكثر من احتشادها على ارض مرتفعة لا تبعد سوى 80 كيلومترا من العاصمة الليبية.وخاض مقاتلو المعارضة هذا الاسبوع معارك ليصلوا الى هذه المنطقة قادمين من جبال تقع الى الجنوب الغربي. والان واذا كانوا سيحققون هدفهم في الوصول الى العاصمة فعليهم ان يهزموا قوات القذافي المتمركزة في السهل الصحراوي الواقع أسفل هذه المنطقة. وتقع بئر الغنم على بعد ساعة بالسيارة من العزيزية على المشارف الجنوبية لطرابلس وعلى بعد ساعة أيضا من الزاوية التي تقع على الطريق الساحلي الذي يربط بين طرابلس والحدود التونسية والعالم الخارجي.وانضم الى مقاتلي المعارضة عند بئر الغنم على مدار اليوم عدد من المقاتلين جاءوا من أنحاء مختلفة. فالبعض جاء من الزنتان الواقعة وسط الجبال التي خلفهم بينما قال اخرون انهم جاءوا سرا من الزاوية حيث قمعت قوات القذافي محاولتين للتمرد منذ فبراير شباط. وفي اطار ردود الفعل المستمرة على تزويد فرنسا للثوار بالاسلحة قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان فرنسا التي اقرت بتسليم اسلحة الى الثوار الليبيين، لم تزودهم سوى باسلحة «للدفاع الذاتي» ضمن قرارات مجلس الامن الدولي.وبالغت فرنسا امس كلا من مجلس الامن والحلف الاطلسي بتسليم الثوار الليبيين اسلحة. بينما اعرب الثوار الليبيون عن «عميق امتنانهم» تجاه فرنسا وذلك بعد قيامها بالقاء اسلحة بالمظلات الى المقاتلين ضد نظام معمر القذافي في غرب ليبيا. و دعا وزير الخارجية المصري محمد العربي الخميس الى «تجنب تصعيد» النزاع في ليبيا، وذلك بعد الكشف عن اسلحة ارسلتها فرنسا الى الثوار الليبيين. التاريخ : 02-07-2011