سميت مدينة حاجب العيون (القيروان) بهذا الاسم لأنها تحجب العيون التي تجري من تحتها كما عرفت باسم سوق الثلاثاء نظرا الى انتصاب السوق الأسبوعية بها يوم الثلاثاء منذ مئات السنين إلى حد هذه الساعة. القيروان الشروق: تتميز مدينة حاجب العيون بالنشاط الفلاحي الذي يعد النشاط الاقتصادي الاول، حيث تشتهر بزراعة الزيتون والمشمش واللوز والقمح والشعير، اضافة إلى الزراعات السقوية وإنتاج الباكورات وتربية الماشية. هذا الوجه المشرق للمدينة التي تعد من اكبر معتمديات القيروان. لكن بعد المدينة عن مركز المدينة بنحو 70 كيلومترا، تسببت في تهميشها وحرمانها من مشاريع التنمية ومن توفر المرافق الأساسية وارتفاع نسبة البطالة والانقطاع عن الدراسة وغيرها من المشاكل الناجمة عن غياب التنمية والتهميش. وتشكو المنطقة من الفقر ومن البطالة ومن غياب المشاريع الاستثمارية ومن نقص المرافق الأساسية وخصوصا ماء الشرب والتنوير والطرقات والمسالك الريفية المتهرئة ومشاكل صحية من نقص في الإطارات الطبية وشبه الطبية ونقص التجهيزات وغياب الاطباء عن المراكز الصحية بالمعتمديات بشكل واضح. وحدث ولا حرج عن غياب المؤسسات الصناعية المشغلة. رغم ما تتوفر عليه المنطقة من مقومات طبيعية وانتاج فلاحي وفضاءات لتخصيص مناطق صناعية. وينتظر ان تنتفع مدينة حاجب العيون بعد الثورة بتصحح مسار التنمية وتعيد الاعتبار الى هذه المدينة الضاربة في عمق التاريخ البشري، وان تتحسن ظروف العيش وتعود الحياة الى السكان الذين حركتهم الثورة من اجل غد أفضل. مشاريع تنموية ولأجل ترميم النقائص المتراكمة تم تخصيص نحو 5.6 مليون دينار كلفة عناصر مشروع التنمية المندمجة بمعتمدية حاجب العيون. وتشمل عناصر المشروع إحداث منطقة سقوية عمومية بقرية أولاد عامر برحيمة على مساحة 70 هكتارا بتكلفة 785 الف دينار. وكذلك بناء فضاء صناعي سيسميه المسؤولون منطقة صناعية كما تمت تسميتها سابقا على مساحة 700 متر مربع بقيمة 333 الف دينار ستخصص لاقتناء العقار وإحداث الفضاء ببلدية الحاجب. ولعل السؤال الذي يفرض نفسه في هذا المقام هو ماذا ستفيد هذه المساحة الضيقة وماذا ستقدم للاستثمار منطقة صناعية مهيأة اذا لم تمتع الجهة بمنحة استثمار تساوي او تفوق 25 بالمائة من اجل تحفيز المستثمرين على الاستثمار في هذه المنطقة لتعويض العامل الجغرافي أي بعدها عن الموانئ وعن الطريق السيارة. كما يجب تحسين بنية الطرقات وهو للأمانة مشروع انطلق جزء منه من خلال توسعة الطرق الرابطة بين الحاجب والقيروان. كما يشمل مشروع التنمية المندمجة تهيئة وتعبيد مسلك الشواهنية بقرية الغويبة على طول 3 كلم باعتماد يقدر ب285 ألف دينار ومشروع تهيئة وتعبيد مسلك الجريدة بالقنطرة على طول 7 كلم بقيمة 835 الف دينار وتنوير وتعبيد مدخل المدينة بقيمة 300 الف دينار. (وهذه الارقام مثيرة للجدل). ويشمل المشروع التنموي كذلك تزويد نحو 100 عائلة من منطقة اولاد عباس والخذايرية بالماء الصالح للشرب. كما سيتم معالجة قطاع الصحة لكن بشكل جزئي لا يفي بالغرض من خلال إحداث مركز للصحة الأساسية بالهدايا على مساحة 120 مترا بقيمة 110 آلاف دينار. وهنا يجب السؤال ان كان سيظل هذا المركز فاراغ ام سيجهز بالتجهيزات اللازمة وان كان سيخصص له إطار طبي وشبه طبي ام سيظل مجرد بناية. تنمية دائمة...؟ وسيتبع مشروع التنمية المندمجة بعناصر فردية ستمكن مشاريع فلاحية من تربية الأبقار (105 رؤوس بقيمة (418 الف دينار وهي مثيرة للجدل ايضا أي ان البقرة الواحدة ستكلف 4 آلاف دينار؟). كما يشمل المشروع غراسة الأشجار المثمرة السقوية على مساحة 40 هكتارا بقيمة 76 الف دينار وتركيز معدات للاقتصاد في مياه الري (70 هكتارا بقيمة 171 الف دينار) ويشمل كذلك إحداث مشاريع مهن صغرى وإحداث مشاريع صناعات تقليدية (750 الف دينار). كما سيتم القيام بعمليات تكوين 80 منتفعا من عدد من المشاريع بقيمة 100 الف دينار. من جهة ثانية يحتاج قطاع التربية والتعليم الى جهود مضاعفة للنهوض به وتطويره من اجل تحسين النتائج. علما وان معهدي حاجب العيون تراوح ترتيبهما بين المرتبة 21 والمرتبة الأخيرة (25).