بدأ أمس العد التنازلي الرسمي لاستقلال جنوب السودان ولكن الحل الانفصالي المتوقع يوم السبت القادم قد يؤدي الى حرب شاملة في السودان وفق تحذيرات الحزب الحاكم في الجنوب. الخرطوم (وكالات) دخل «السودان الموحد» أمس أسبوعه الاخير بانطلاق الاستعدادات الرسمية لاستقلال الجنوب المنتظر يوم السبت القادم. ويفترض ان يصبح جنوب السودان بلدا مستقلا اعتبارا من التاسع من جويلية الجاري بحضور نحو ثلاثين زعيما افريقيا ومسؤولين كبار من مختلف أنحاء العالم. وينتظر ان يصبح جنوب السودان أحدث بلدان العالم والدولة المستقلة الرابعة والخمسين للقارة الافريقية. وينهي استقلال جنوب السودان خمسة عقود من الصراع بدأت منذ عام 1955 قبل عام من حصول السودان (الموحد) على استقلاله من الحكم الثنائي البريطاني المصري،ولكن المستقبل لا يبدو مشرقا حتى بالنسبة الى الجنوبيين الذين حذّروا من احتمال اندلاع حرب شاملة في حال فشل المحادثات الرامية الى نزع فتيل التوترات على الحدود بين الجنوب والشمال. وقال أعضاء بارزون في الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تعتبر بمثابة الحزب الحاكم في جنوب السودان ان هناك خطرا يتمثل في انتقال الحرب الى منطقتي دارفور والنيل الأزرق المتاخمتين لجنوب السودان بعد ان كانت ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ساحة قتال رئيسية في الحرب الاهلية الماضية. ولاحظ ياسر عرمان الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال انه اذا أصرّت الأطراف التي تعارض اتفاق اديس أبابا الاطاري بين الحركة وحزب المؤتمر الوطني الحاكم على اجهاضه فإن ذلك سيؤدي الى اندلاع حرب تمتد من النيل الأزرق الى دارفور. وينص الاتفاق الذي وقع يوم 28 جوان الماضي على دمجة قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان في جنوب كردفان والنيل الازرق (الولايتين الشماليتين) في الجيش السوداني (الشمالي) ومؤسسات أمنية وخدمات مدنية على مدى فترة من الوقت ووفقا لإجراءات تتخذها القوات المسلحة السودانية.