تشكو معتمدية نصر الله من ولاية القيروان التي تعد من أقدم المعتمديات بتونس من الإهمال منذ عقود طويلة وهو نفس الداء الذي استشرى في مختلف عماداتها وقراها. نصرالله (الشروق) تشهد مدينة نصر الله هذه الأيام بعض التحركات المطالبة بالتوزيع العادل للتنمية وايجاد حل جذري وناجع لمعضلة التشغيل بعد ان تم الغاء مناظرة الكاباس. من ذلك نظمت لجنة أصحاب الشهائد المُعطّلين عن العمل اعتصاما احتجاجيا أمام مقر المعتمدية تنديدا بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تعاني منها الجهة، ولأجل مزيد دراسة الوضع التنموي وتبليغ المطالب المزمنة وتم عقد ندوة حوارية لاستعراض مشاكل الجهة المختلفة دعي لها مكونات المجتمع المدني بالجهة من أحزاب ومنظمات قدم خلالها كل طرف تصوراته وآراءه حول نقائص الجهة واقترح حلولا وذلك في لقاء مع المواطنين بدار الثقافة بالجهة وهي بادرة اولى من عدد من الاحزاب الممثلة بالجهة. وقد لاقت الفكرة استحسانا وقبولا من جميع الأطراف ومثلت فرصة لهذه المكونات السياسية بتطبيق نظرياتها على الواقع المحلي ليتبين الناس مدى واقعية تلك الأطروحات. وعبّر بعض المواطنين عن مواقفهم من النظام ومن الأحزاب وأكدوا ضرورة أن تبذل هذه الأطراف جهدا للاقتراب من المواطن من اجل توعيته. وأكدت سيدة مسنة أن دور الأحزاب هو تبليغ تصوراتها للمواطن حتى ينتخب عن وعي مشيرة الى ضرورة توضيح البرامج للمواطن وخصوصا مشكل التشغيل مؤكدة ان أبناءها عاطلون. كما أثنت على دور النقابيين خلال الثورة وقبلها وأكدت أن المهمة الآن ملقاة على عاتق الأحزاب وهو ما دعمته أغلب التدخلات. وفي تدخل لممثلي المجتمع المدني أكدوا أن معتمدية نصر الله تعتبر من الجهات ذات الأولوية في التشغيل والتنمية كما أشاروا إلى أن الأحزاب تمتلك تصورات عامة وليس لها برامج مخصصة للجهات الداخلية وتحدثوا عن حاجة المعتمدية إلى كل الطاقات وإلى التعاون بين جميع مكونات المجتمع المدني من أجل إيجاد حلول جذرية للمشاكل المزمنة. أما الأطراف السياسية فقد تدخل عدد من ممثلي الأحزاب للتأكيد أن معتمدية نصر الله خصوصا تعاني من مشاكل مادية كبرى تمثل عائقا أمام توسيع دائرة نشاطها. وأشاروا إلى أن مشاكل الجهة معروفة وحلولها ممكنة. وذلك استنادا إلى إحصائيات حول السكان ونسبة الأمية والبطالة والفقر والتعليم والصحة ومعطيات عن خصائص الجهة وثرواتها في الفلاحة والطبيعة عموما ثم اقترح حلولا حسب ما تراه حركته للنهوض بها.