دبّت الحياة من جديد في حي البراطل بحلق الوادي وعادت لأهاليه البسمة بعد احتضان المكان لافتتاح مهرجان قرطاج الدولي. هذا المكان الذي انتزعه عماد الطرابلسي من مالكيه بالقوّة وهدّم منازلهم وشرّد الأهالي استعاد الحياة مساء أمس الأول فاكتظ المكان بشبان المنطقة وكأنهم يبحثون عن ردّ الاعتبار وفعلا كان لهم ما أرادوا فرقصوا على أنغام الموسيقى الشبابية التي أمّنها لهم كل من نجم ستار أكاديمي نادر قيراط وحاتم القروي وسفيان سفطة... فاختلفت الايقاعات الموسيقية من «الرّاي» والموسيقى الشرقية والغربية وفنّ الجاز تحية للثورة التونسية. التي افتتحتها الفنانة التونسيةالشابة بديعة ب«رسالة الى تونس الخضراء» وتفاعل معها الجمهور الذي تكبد عناء الوقوف طيلة السهرة ورغم ذلك لم يغادر المكان لأن نجمي الافتتاح اختتما الحفل وهما الفكاهي وسيم الحريزي ونجم «الراب» الجنرال اللذان أبدعا وقدما عرضا مميزا فحضرت الثورة التونسية والثورات العربية بالكلمة واللحن والاحساس. سوء تنظيم بالرغم من أنّ حفل افتتاح ليالي قرطاج بحي البراطل بحلق الوادي كان ممتعا لفئة معينة من الشباب الذي يحبذ هذا النمط من الأغاني والموسيقى إلاّ أن سوء التنظيم كان حاجزا خاصة وأن المقاعد لم تكن متوفرة وهو ما ساهم في التدافع من أجل الفوز بمكان قريب من خشبة المسرح. استغلال الانتصاب الفوضوي والباعة المتجوّلون استغلوا فرصة تجمع الناس في ذاك المكان في البراطل بحلق الوادي وحوّلوا الفضاء الىسوق لبيع المظلات والاكسسوارات والقفاف والزرابي وما إلى ذلك من مستلزمات المنازل وجهاز العروس وهو ما أفسد جمالية الحدث وأضفى نوعا من الفوضى على المكان. حضور الأمن رغم بعض الخوف الذي انتاب الحضور في بداية الحفل إلاّ أن الأمن كان حاضرا ومكثفا وهو ما ساهم في استراحة النفوس ومرور سهرة الافتتاح بسلام.