تونس (وات)- افتتحت يوم الثلاثاء الدورة الجديدة من مهرجان قرطاج الدولي الذي ينتظم هذا العام تحت اسم "ليالي قرطاج" الذي يتواصل الى غاية 6 اوت المقبل . وتضمن الافتتاح ثلاثة عروض مختلفة الانماط الموسيقية وموزعة على ثلاث فضاءات انطلقت بفارق ساعة تقريبا بين كل عرض ففي الضاحية الشمالية للعاصمة وبالتحديد في حي البراطل بحلق الوادي دقت شارة الانطلاق مع عرض خاص تحية من شباب الثورة حضره السيدان عز الدين باش شاوش وزير الثقافة ومهدي حواص وزير التجارة والسياحة . الانطلاقة كانت باغنية "رسالة الى تونس الخضراء" للفنانة الشابةالتونسية المقيمة بفرنسا بديعة ليفسح المجال الى مجموعة من فناني الراب الشبان الذين كانوا بالامس مهمشين ومستبعدين من الساحة الفنية ليجدوا انفسهم اليوم امام جمهور المهرجانات الصيفية يوءدون اغانيهم بكل حرية . وعلى ايقاعات الموسيقى الغربية الممزوجة بكلمات تونسية مستوحاة من المعيش اليومي قدم عازف القيثارة سفيان سفطة ومجموعة "غاربيز" سلسلة من اعمالهم الفنية الجديدة الى جانب مجموعة من الاغناني الغربية لفنانين عالميين على غرار "ستينغ" و"بوب مارلي" أما فرقة "ديما ديما" فقد اقترحت على الجمهور الحاضر باعداد قليلة مقاطع موسيقية مستمدة من فن الفلامنكو واللاتينو من بينها مقطوعة تحمل اسم المجموعة "ديما ديما". كما كانت الكوميديا حاضرة خلال العرض مع الفكاهي وسيم حريصي المعروف باسم "ميغالو" الذي قدم باسلوب هزلي وساخر مواقف طريفة حول شخصيات سياسية تونسية من النظام السابق وفي نهاية العرض اعتلى فنان الراب حمادة بن عمر "الجنيرال" الركح وادى اغنيته الشهيرة "رايس البلاد" التي انتجها في ديسمبر 2010 الى جانب باقة من اغانيه الخاصة التي تعكس معاناة الشباب التونسي في العهد السابق ومن بينها "اليوم الشعب قال كلامو" و"تونس البلاد" . وفي متحف قرطاج بالضاحية الشمالية للعاصمة ايضا وبحضور الوزيرين عز الدين باش شاوش ومهدي حواص ووزيرة الثقافة الجزائرية خليدة التومي قدم الملحن رضا الشمك عرضا موسيقيا بعنوان "ارادة الحياة" وهو مشروع فني اشتغل عليه الملحن منذ فترة طويلة لينتج لونا موسيقيا معبرا معولا في ذلك على نخبة من الاصوات التونسيةالشابة لتقديم مجموعة من الاغاني من كلمات محمود درويش والحان رضا الشمك. ففي اطار اخراج ركحي وضوئي للمخرج الشاذلي العرفاوي اعتلى 45 عازفا الركح بقيادة الملحن رضا الشمك لينطلق العرض باغنية "يطير الحمام" التي ادتها اسماء بن احمد بكل شاعرية لتفسح المجال فيما بعد للفنانة روضة بن عبدالله التي غنت "الزنبقات السود" بالحان تحيل الى معاني الغضب والثورة وعلى نفس الايقاع أنشد الفنان مهدي العياشي اغنية "احلم" وهي عمل جديد تم تلحينه مباشرة بعد ثورة 14 جانفي. العرض راوح بين معاني الحب والحزن والغضب ليحاكي نبض الذات في لحظة صدق جسدتها اصوات شابة بكل تناغم مع الالات الموسيقية والتقنيات الضوئية فكان العمل لوحة فنية استوفت الى حد كبير المقاييس الجمالية من حيث الشكل والمضمون وخرجت ألحان رضا الشمك وان تشابه نسقها احيانا بالجمهور الحاضر باعداد هامة من المألوف الموسيقي واللون الكلاسيكي لتوءسس لنمط موسيقي طريف يراعي مختلف الجزئيات الفنية التي من شأنها تأثيث الصورة الابداعية لاي عمل فني اما في المسرح البلدي بالعاصمة فرفع الستار على عرض الاركستر السمفوني المدرسي والجامعي لحافظ مقني وسط حضور بارز لاعوان الامن الوطني بالزي الرسمي والمدني وذلك ضمانا لسلامة المكان وامن الحاضرين من عائلات تنقلت للاستمتاع بالاستماع الى الفن السمفوني وكذلك لتشجيع اطفالهم الاعضاء في هذه الفرقة ففي حدود الساعة العاشرة ليلا و35 دقيقة انطلق العرض واخذ حوالي اربعون عازفا مكانهم لتتناغم الالات فيما بينها وتقدم حركات سمفونية ذات بعد شاعري ويأتي هذا الاختيار حسب رأي حافظ مقني "لجلب اهتمام الجمهور نحو الموسيقى السمفونية التي يمكن ان تكون ترفيهية" وبانضباط شديد وانسجام دقيق عزفت الفرقة السمفونية مقطع لريشار ستروس بعنوان "هكذا تحدثت زارثوسترا" كما قدمت مقتطفات من السمفونيات التونسية على غرار "رقصات رومانية" و"المتوسطيات" و"افتتاح بال فور" لحافظ مقني و"حنين" لمراد قعلول. كما اقترحت الفرقة على الحاضرين مقاطع موسيقية رومنطقية لنخبة من الموسيقيين المشهورينعلى غرار بيادرو ماسكانيي وجوناس براهامس وديميتري تشوستاكوفيتش. بهذه العروض مختلفة الانماط الموسيقية كانت بداية سهرات "ليالي قرطاج" في اول دورة لها بعد ثورة 14 جانفي ليتجدد الموعد مع سلسلة من العروض الفنية الاخرى في كنف الامن والطمانينة بعد نجاح عروض الافتتاح.