أصبحت وزارة الثقافة من أكثر الهيئات الحكومية تعرضا للانتقاد في الموقع الاجتماعي، خصوصا في ظل إغلاق موقع الوزارة على الانترنيت وعدم إنجاز صفحة خاصة على الموقع مثل عدة وزارات أخرى وغياب مصدر معلومات واضح. الصفحات والمقالات التي تهاجم وزارة الثقافة لا تحصى على الموقع، في المقابل لم نعثر بعد بحث مضن في الموقع سوى على صفحة يتيمة بعنوان «كلنا مع سي عزالدين باش شاوش، باش ينظّف قطاع الثقافة والفن في تونس»، وهي صفحة مخصصة لمساندة هذا الوزير الذي يتعرض هو ووزارته يوميا إلى الانتقاد ونشر الوثائق وأسماء المسؤولين المورطين في الفساد المالي والإداري العائدين إلى العهد السابق. غير أن هذه الصفحة تصبح أحيانا فضاء لمقالات وأخبار ضد الوزير نفسه، مثل المقالات التي تسأله عن سر عدم تطهير الوزارة من «أتباع الرئيس المخلوع». كما عثرنا على مقال محرج يدعو موظفي الوزارة إلى تطهير موقعها القديم من صور الرئيس المخلوع وأخباره وإنجازاته التي لم يسبق إليها أحد في الثقافة. تم حجب موقع الوزارة تماما بعد نشر التعليق، ليظل قطاع الثقافة بلا مصدر إعلام على الموقع خصوصا في ظل هذه الظروف ومنها إطلاق المهرجانات وتكاثر الشائعات عن مواعيد السهرات ونجومها. وفي المقابل، تنشط العديد من الصفحات ضد الوزارة التي «توفر عددا كبيرا من مواضيع الفساد» كما كتب أحد الناشطين على الموقع، فيما يذهب فنان معروف إلى حد تسمية الأشخاص المتهمين بالفساد وهو ما نترفع عنه انضباطا لقانون الصحافة. كما نجد على صفحة «حملة نظافة في وزارة الثقافة» مقالا يتهم مسؤولين سامين في الوزارة باستغلال وظيفهم لتشغيل أقاربهم، مع نشر كنية العديد من المتهمين بالفساد، ونقرأ مثل هذه الجملة الطريفة عن أحد المسؤولين المعروفين في الوزارة: «كان ينتدب أبناء معارفه وأحبابه مثل كاتبه الخاص ابن السيد مدير مهرجان الوز وابن الحاجب عازف العود وصهر صديق كاتم أسراره اللي كل مرة يمن عليه بالبونوات متاع الإسانس اللي هي ملك الدولة والقائمة طويلة». إن قائمة التهم طويلة، والوزير الذي ليس له من يدافع عنه مثل بقية الوزراء على الموقع لا يقول شيئا عن هذه المقالات أو التهم التي يتم نشرها، ومن آخر التهم التي تعرضت لها الوزارة هي ما يتعلق بتمويل فيلم «لا الله ولا سيدي» لنادية الفاني، إذ بعد أن نفى الوزير أن تكون الوزارة قد ساهمت في تمويل الفيلم، رد عليه عشرات الناشطين بمعلومات مثيرة منها وزير الثقافة في العهد السابق هو الذي أمر بالتمويل وبتسهيل عمليات التصوير في شهر رمضان رغم أن نادية الفاني فرنسية الجنسية. ويضيف هؤلاء أن نادية الفاني حصلت على أكبر جائزة لدعم اللائكية في فرنسا تحت إشراف «باتريك كاسال»، رئيس المحفل الماسوني الأكبر بفرنسا.