ارتفعت حدة الحديث عن قوائم الفساد في عدة قطاعات وأهمها في المحاماة والقضاء والثقافة والإعلام وظهرت على الموقع عدة قائمات لا يمكن التثبت من صحتها لكنها تلقى إقبالا كبيرا وتثير جدلا كبيرا. ويجب القول إن جمهور ال«فايس بوك» يعبر عن متعة كبيرة عند استعراض أسماء أشخاص كانوا مهمين ونافذين في عهد بن علي ثم أصبحوا ملاحقين يتم التشهير بهم على صفحات الموقع الاجتماعي، حتى أن ذلك يبدو مثل «عدالة شعبية». أما أكثر قائمات الفاسدين إثارة للاهتمام فتخص المحامين، نظرا لما عاشه قطاع المحاماة طيلة عقود من تدخل النظام لمنع المحامين المعارضين من العمل والنشاط واحتكار العديد من محاميي التجمع لأهم ملفات الشركات الحكومية والخاصة. ومن المعروف أن لجنة مكافحة الفساد قد فتشت قصر قرطاج وذكرت أنها عثرت على وثائق بأسماء المحامين المتورطين مع القصر وعلى أوامر وتعليمات بإسناد الأعمال المجزية ماليا لمحاميي التجمع، كما راج أنه تم العثور على قوائم الإعلاميين الفاسدين الذين كانوا يقبضون أموالا طائلة وأعطيات مثل بساتين الملك العام والشقق وأراضي البناء مقابل المساهمة في «مدح نظام سيدي الجنرال وشتم أعدائه». بعد ذلك، أصبح الموقع الاجتماعي يغلي بالتعاليق والمعلومات التي ينقص بعضها الدقة على عادة «إعلام المواطنة»، كما ظهرت عدة اتهامات لإعلاميين معروفين تدخل في إطار الحروب الشخصية أكثر مما هي لنشر الحقائق. ومن جهتها، أعلنت نقابة الصحفيين عن تكوين لجنة لوضع قائمات في أسماء الصحفيين الفاسدين، لكن نشطاء الموقع الاجتماعي يفضلون صفحة شهيرة تحمل عنوان « قائمة العار لأعداء ثورة تونس من إعلاميين وفنانين وسياسيين»، أو«قائمة العار لأعداء الثورة التونسية». ويتعذر علينا نشر صور لهذه الصفحات لأن ذلك يوقعنا تحت طائلة تهمة الثلب في قانون الصحافة، لذلك اضطررنا إلى التحايل على إحدى هذه الصفحات لكي لا تظهر الوجوه أو الأسماء. ومنذ قرابة أسبوعين، راج في الموقع أن القائمات التي عثرت عليها لجنة مقاومة الفساد قد انتشرت وأن البعض قد حصل على صفحات عديدة منها، كما تم نشر مقاطع فيديو تستعرض بعض هذه الصفحات المزعومة دون أن يقدر أحد على تبين صدقيتها رغم أن الأسماء المذكورة فيها تواجه تهما قديمة بالفساد، كما تعرف بتقربها الشديد لنظام بن علي ومحاربة معارضيه بشدة. وأيا كان ما يقال عن قيمة تلك الوثائق فإن ناشطي الموقع الاجتماعي لا يجدون أية صعوبة في العثور على مقاطع فيديو ومقالات صحفية قديمة بأسماء هؤلاء المناشدين والفاسدين فيعيدوا نشرها وتداولها حيث تجد إقبالا كبيرا وتعاليق لا يمكن نشرها لما فيها من شتائم مقذعة. «إنها قوة الإعلام البديل» كما يكتب زميل قديم مذهول بسرعة تحرك نشطاء الموقع.