يعود المصريون اليوم إلى ميدان التحرير في مليونية جديدة تحت شعار «جمعة الاصرار الفقراء أولا»... ويخشون مع ذلك اندساس «البلطجية»... القاهرة (وكالات): دعت اللجنة التنسيقية لجماهير ثورة الخامس والعشرين من جانفي المصريين الى المشاركة بقوة في مليونية اليوم التي ستجرى في ظل ضغط سياسي وأمني تشهده مصر منذ عدّة أيام. وأطلقت اللجنة على مليونية اليوم عدّة مسميات أهمها بالاضافة الى جمعة «الاصرار.. الفقراء أولا»، «جمعة التطهير والأمن» و«الثورة أولا». الثورة... والثورة المضادة وقد شاركت عشرات الأحزاب السياسية والجمعيات في الاعداد لمليونية اليوم التي أعلنت جماعةالاخوان المسلمين أمس الانضمام إليها. وجاء في بيان للجماعة أن قرار المشاركة في المظاهرة يأتي بعد أن أسقط منظموها مطلب وضع دستور جديد للبلاد قبل اجراء الانتخابات التشريعية المرتقبة في سبتمبر القادم. وكان الرأي العام المصري انقسم لعدّة أسابيع بين اجراء الانتخابات التشريعية قبل وضع الدستور أو وضع الدستور أولا. وقالت مصادر قريبة من القوى المنظمة للمظاهرة إنها تتوقع مشاركة مكثفة وتحوّل أكثر من مليون متظاهر الى ميدان التحرير. انزلاقات محتملة ولكن تضاعف عدد المتظاهرين في ميدان التحرير بالمقارنة مع الأسابيع السابقة قد يدعم احتمال حدوث انزلاقات عنيفة. وأخذت الأحزاب والجمعيات المصرية هذا الاحتمال مأخذ الجدّ وأكدت في سلسلة بيانات وتصريحات متتالية منذ الليلة قبل الماضية على ضرورة الحفاظ على الطابع السلمي للمظاهرة التي سترفع فيها بقوة شعارات تدعو الى محاكمة المورطين في قضايا فساد وقتل المتظاهرين أيام الثورة. وأصدر مجلس الوزراء المصري مساء أمس الأول بيانا دعا فيه القوى السياسية المشاركة الى المحافظة على الطابع السلمي والحضاري... والتحسب لمحاولة بعض القوى المناهضة للثورة خلق حالة من الفوضى والاضطراب للاساءة الى الجماهير بميدان التحرير. ولكن قسما من الأحزاب ومن المتظاهرين السابقين اعتبر أن العناصر المندسّة التي خربت مظاهرات سلمية سابقة تتبع مراكز أمنية وجهات على صلة بالحزب الحاكم السابق... وفي محاولة جديدة للتهدئة المسبقة قال وزير الداخلية المصري منصور عيسوي إن منتصف جويلية الجاري سيشهد أكبر حركة تنقلات في صفوف الأمن وإحالة المئات على التقاعد من كبار المسؤولين الأمنيين والضباط المشتبه في تورطهم في قمع المظاهرات.ولاحظ محلّلون أن الاعلان عن اجراءات من هذا النوع قد يؤدي الى نتائج عكسية ويثير الغضب في صفوف الأجهزة الأمنية... وقد أصيب الأسبوع الماضي أكثر من ألف شخص في اشتباكات بين الشرطة ومئات الشبان في القاهرة في أسوإ أعمال عنف تشهدها العاصمة المصرية منذ عدّة أسابيع. وقال المجلس العسكري الحاكم إن أحداث العنف تلك لا مبرّر لها سوى زعزعة أمن مصر وسلامتها.