أوردت مصادر إعلامية فرنسية أمس أنّ الرئيس نيكولا ساركوزي أمهل قواته أسبوعا واحدا فقط لاسقاط العقيد الليبي معمر القذافي، فيما أقرّ رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني ولأول مرة بمعارضته الحرب على ليبيا. باريس روما (وكالات) وقالت صحيفة «لوكانار أنشينيه» الفرنسية إنّ ساركوزي أصدر أوامر واضحة لجنرالاته بالقيام بكلّ ما أمكن لطرد العقيد من العاصمة «طرابلس» قبل الرابع عشر من جويلية الجاري وليس بعد هذا التاريخ. الاحتفال في عيد «الثورة» وأشارت إلى أن ساركوزي يريد التغني بالنصر على العقيد الليبي والاحتفال بهذا الانجاز في عيد الثورة الفرنسية. ونقلت عن عدد من الضباط غيظهم الشديد حيال النزوات الامبراطورية للرئيس موضحة أنّ تصعيد وتيرة الهجمات الأطلسية وإصرار باريس على تسليح الثوار الليبيين في «الجبل الغربي» ودون إعلام قادة «الأطلسي» يتنزل في سياق سعي الايليزيه الى الاطاحة بالقذافي قبل التاريخ المذكور. وأضافت أنّ وحدة خاصة من المخابرات الفرنسية أرسلت شحنة من «مدافع 105» في باخرة لبنغازي معقل الثوار الليبيين. واعتبرت أنّ هذا الصنيع الفرنسي سيثير غضب الروس وتحفظ الحلفاء الأطلسيين وسيزيد من ورطة الأممالمتحدة التي تشاهد بأم عينها تجاوزا مفضوحا للقرارين 1970 و1973. برلسكوني يتراجع على المستوى الدولي، قال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني إنه عارض قرار القوى الغربية بقيادة فرنسا وبريطانيا بخصوص حرب في ليبيا بيد أنه اضطر الى تنفيذ القرار الذي اتخذه البرلمان الايطالي. وتابع: كنت ضدّ الاجراء كما يعلم الجميع، ولكن يداي كانتا مقيدتين بتصويت برلمان بلدي، ويأتي تراجع برلسكوني عن كافة تصريحاته السابقة حيال الحرب على ليبيا تزامنا مع قرار حكومته سحب حاملة الطائرات «غاريبلدي» من العمليات العسكرية ضدّ ليبيا بهدف توفير أكثر من 80 مليون أورو. وقال وزير الدفاع الايطالي إينيازيو لاروسا في ختام جلسة لمجلس الوزراء تم خلالها تبني قانون إعادة تمويل المهمات العسكرية في الخارج: لقد خفضنا نفقاتنا في ليبيا من 142 مليون أورو خلال الفصل الأول الى أقل من 60 مليونا خلال الفصل الثاني. وأضاف: لقد درسنا آلية لا تجعل من نشر «غاريبلدي» وطائراتها الثلاث في المنطقة أمرا ضروريا مما يعني خفض عدد أفراد الطاقم بألف عنصر وستستبدل هذه الطائرات بأخرى موجودة في قواعد جوية مشيرا الى أن سفينة أخرى ستسحب من ساحة المعركة. حرب عصابات ميدانيا، أفادت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أن الثوار في العاصمة طرابلس سيشنون حرب عصابات ليلية لتفكيك القبضة الأمنية عليها. ونقلت عن شاهد عيان مؤيد للعقيد قوله إن قوات المعارضة تشن هجمات على حواجز الشرطة والأمن من سيارات... وأن هذه الهجمات تقع كل ليلة تقريبا وقد قتل في الهجوم الأخير أربعة من عناصر الأمن. كما نسبت الى عدد من أهالي طرابلس تأكيدهم أن الهجمات على نقاط التفتيش والحواجز تصاعدت في الفترة الأخيرة وأن معارك متعدّدة جرت وتجري في أنحاء العاصمة الليبية. وأضافوا أن نسبة المعارضة في طرابلس تصل الى 30٪ وقد تبلغ في بعض المناطق 50٪ في هذه الأثناء، اتهم خالد الكعيم نائب وزير الخارجية الليبي حلف «الأطلسي» بخرق تفويض الأممالمتحدة لحماية المدنيين بعد أن كثف هجماته على ليبيا. وأضاف أن حكومته لديها أدلة على انضمام «مرتزقة كولومبيين» مموّلين من دول الغرب الى صفوف قوات المعارضة المسلحة لمساعدتهم على التقدم نحو طرابلس. واعترف بسيطرة الثوار على قرية «غوالش» إلاّ أنه استدرك قائلا إنّ القوات الحكومية شنت هجوما مضادا ودفعتهم الى التقهقهر مسافة 60 كيلومترا خلف بلدة «يفرن».