بدأ نسق عودة التونسيين بالخارج يرتفع ليبدد حيرة انتابت الكثيرين نتيجة تردد نسبة هامة منهم في العودة لقضاء أول عطلة لهم بعد الثورة على أرض الوطن. «الشروق» كانت في استقبال العائدين ورصدت انطباعاتهم. مساء الثلاثاء الماضي كانت الحركية شديدة في ميناء حلق الوادي وقد وصلت يومها باخرتان قادمتان من جنوة ومرسيليا محملتين بمئات التونسيين الذين خيروا قضاء عطلة خاصة على أرض الوطن ومتابعة ما جاءت به الثورة للشارع التونسي بعدما ظلوا لأشهر يتابعون أخبارها عبر وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية. الشاب أيمن العجمي طالب حقوق بفرنسا وأصيل منطقة سيدي الظاهر من معتمدية بوعرقوب ولاية نابل عبر عن ابتهاجه بثورة شباب تونس وقال إنها أعطت نفسا جديدا للبلاد وأكد أنه كان على تواصل مع أقاربه وأصدقائه منذ اندلاع شرارة الأحداث يوم 17 ديسمبر عبر «الفايس بوك» كما ظل يلاحق الأخبار والأحداث عبر تغطيات وسائل الإعلام. وسجل أيمن المعاملة المثالية التي لقيها والمسافرون الذين مروا أمامه من قبل أعوان الشرطة والديوانة الذين قدموا لهم خدمات سريعة وناجحة. نفس الموقف سجلناه لدى السيد حسين الغناي، عامل بناء في فرنسا وأصيل مدينة منزل تميم قال إن خدمات الديوانة كانت متميزة داخل الباخرة وعند النزول إذ تمت معاينة الأدباش بمرونة وبلا تشدد وغابت الضغوط السابقة والوسطاء الذين تم تكليفهم لطلب «الرشوة» لتيسير المرور. وعبر حسين الغناي عن أمله في مزيد تطوير عقلية التونسي وأن يندفع أكثر في اتجاه خدمة بلاده وعدم الإضرار بها وباقتصادها إضافة إلى ضرورة فرض الأمن والاستقرار أكثر لأن ذلك يعزز الثقة أكثر في المستقبل ويزيد في استقطاب السياح والمستثمرين. وأكد حسين أن كافة أفراد عائلته كانوا أكثر شوقا لزيارة الوطن وأشدّ حرصا على قضاء العطلة بها للمساهمة في انجاح الثورة وإعطاء صورة أن المقمين بالخارج لا يمكن أن يتخلوا عن بلدهم وخاصة عندما يكون في حاجة إليهم. ولم يخف السيد عماد العميري ميكانيكي بفرنسا وأصيل مدينة قرمبالية انبهاره بالتنظيم المحكم في الميناء والذي يسر خروجهم منه بلا تعطيل أو ضغوطات وخاصة من الديوانة لكنه عبر في المقابل عن أمله في ألا تعود حليمة إلى عادتها القديمة ويعود الأعوان إلى طلب الأموال والهدايا مقابل تسهيل إجراءات المغادرة والخروج من الميناء. وفي مقابل هذا الثناء على خدمات أعوان الشرطة والديوانة وسهولة القيام بالإجراءات القانونية قال السيد الحاج سالم وزوجته حميدة إن لا شيء تغيّر في تعامل الديوانة مع المسافرين. وحسب ما أفادت به الزوجة فإنها رأت مسافرين غادروا الميناء بحمولة كبيرة ولم يدفعوا المعاليم المطلوبة متهمة إياهم بدفع أموال إلى العون المكلف بالتفتيش. وشددت هذه المواطنة المقيمة بفرنسا منذ أكثر من ثلاثين عاما أنها لن تعود مستقبلا إلى تونس وقالت إن العون كان متشددا معها وفتح كل حقائبها وطرح ملابسها وأغراضها الشخصية أرضا. وقال زوجها أن الممارسات لم تتغير والأساليب ظلت كما كانت عليه سابقا وهي تهدف إلى ابتزاز المسافر والحصول منه على الأموال والهدايا.