لحظات مهمة في مسار الانتقال الديمقراطي والأنظار تتجه لمتابعة ما ستفضي اليه المبادرات والنقاشات بخصوص اعادة الوفاق داخل هيئة تحقيق أهداف الثورة. تونس (الشروق) اعداد عبد الرؤوف بالي تعقد الأطراف السياسية الممثلة في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة يوم الثلاثاء المقبل اجتماعها الثاني في اطار مبادرة الأستاذ القاضي مختار اليحياوي بمشاركة عدد من المستقلين والشخصيات الوطنية وممثلي عدد من المنظمات في مسعى منها الى حلّ سياسي يعيد الوفاق الى الهيئة بالتزامن مع الزيارة التي يؤديها الوزير الاول السيد الباجي قائد السبسي الى الهيئة يوم الأربعاء القادم، فهل تتوصل الأحزاب الى حل يعيد اليها الوفاق والأطراف المنسحبة؟ وللإجابة عن هذا السؤال اتصلت «الشروق» بالأطراف التي هي على علاقة بالمبادرة وبالخلافات لسبر آرائهم حول مدى امكانية التوصل الى الوفاق. سمير الرابحي (الناطق باسم الهيئة العليا): إذا تضافرت المبادرات وقدمت التنازلات سننجح اذا تضافرت المبادرات بالتوازي بين أطراف داخل الهيئة والحكومة وسادت المفاوضات عقلية التسوية والتنازلات المشتركة قد نصل الى توافق قبل زيارة الوزير الاول، مع ان الدعوة موجهة بإلحاح الى الأطراف التي انسحبت من الهيئة أن تتحلى بالنضج وروح المسؤولية لأن وضع الشروط في هذه المرحلة هو عمليا سعي الى غلق آفاق الحلول. وهذه هي شروط نجاح المبادرات ونتمنى ان تنجح. سمير الطيب (حركة التجديد): قدمنا تنازلات وسيعود الوفاق حسب ما فهمت فإن قدوم الوزير الأول سيعجل عودة المغادرين وأتصور أنهم سيتواجدون عند قدومه. أتصور أن يكون اجتماع الثلاثاء إيجابي وقدمنا عديد التنازلات وهم في طور دراستها وأتمنى أن يكون تفاعلهم إيجابي. سمير ديلو (حركة النهضة): الوفاق صعب لكنه ليس مستحيلا حسب اللقاء الأول سيتواصل نفس السياق ليست هناك مقترحات عملية كان مجرد حديث عن تطييب الخواطر لكن عمليا كان من المفترض أن تكون هناك لقاءات قبل الاجتماعات. هناك اختلاف كبير في التشخيص بين أناس يقولون ان هذا الانسحاب بلا مبررات وآخرون يرون أن له مبرّرات قوية. من الصعب أن نصل الى حل توافقي قبل يوم الأربعاء لكن لا شيء مستحيل طالما هناك حوار. عدنان منصر: نتوقع عودة الوفاق في لقاء الثلاثاء هذه المبادرة قادها الأستاذ مختار اليحياوي لايجاد مخرج لأزمة الهيئة العليا الناتجة عن انسحاب بعض الأحزاب وشعورها بأن طريقة إدارة الجلسات وطبيعة تركيبة الهيئة والمواقف الايديولوجية إزاء بعض المسائل كلها أصبحت تعيق التمشي الوفاقي في نظرها. اجتماع يوم 5 جويلية بمقر الهيئة الوطنية للمحامين كان ايجابيا حيث تمت فيه عملية مصارحة بين ممثلي الأحزاب وبين بعض الشخصيات الوطنية والسيد رئيس الهيئة العليا الذي تفاعل ايجابيا مع النقد الموجه له ويمكن القول إن جميع الأطراف التي حضرت هذا الاجتماع مصرّة على اصلاح الأوضاع واعطاء المبادرة قيمتها في الوصول بالجميع الى حلّ وفاقي حول المرحلة المتبقية من عمل الهيئة العليا. وقد تواعد المجتمعون على الالتقاء مجدّدا يوم الثلاثاء 12 جويلية لمزيد التفاعل مع هذه المبادرة وهي مبادرة ساندتها الهيئة العليا في اجتماعها الأخير ويمكن توقع حلّ ايجابي في نهاية اجتماع الثلاثاء القادم. سمير بن عمر (المؤتمر من أجل الجمهورية): ليس هناك مؤشرات إيجابية أنا متشائم لأنني لم أر مؤشرات إيجابية لأن الطرف المهيمن على المجلس لا يريد تقديم تنازلات. في تصريحات لرئيس الهيئة في جلسة الأربعاء لم تكن مطمئنة وتتجه نحو السلّط ولا أتصور أن نجد حلا. ونحن معلقون عضويتنا الى أن نجد حلا ولن نحضر يوم الأربعاء لدى زيارة الوزير الأول للهيئة إذا لم نسترجع الوفاق قبلها.