هل للنساء اتحاد يعرف النساء حقّا؟ وهل تعرف وزارة المرأة، المرأة فعلا؟ وهل أن أحزابنا التي دخلت «سوق النساء» تبيعهن الوعود حنّة و«حرقوسا» تعرف المرأة حقا وهل المرأة تعرف هذه الأحزاب التي تناديها تعالي «نحنّي لك، ونحرقس لك؟ من الصعب جدا ان يكون الجواب عندي جازما بلا أو بنعم لا يهم، المهم أنني ريفي وأعرف «امرأتنا في الريف والعمل» فهي لا تعرف للمرأة اتحادا ولا وزارة، ولا تعرف الأحزاب ولا ترغب في حنتها ولا في حرقوسها فيكفيها ما «حرقس» لها الزمان الذي ما استطاع بحرقوسه ان يغطي لها وجهها الذي ندبته الأيام، وهي تسعى في المزارع من برد الليالي ببيضها وسودها وقرها الى حرّ أوسّو ولضاه الحارق القادم من عمق الصحارى في الجنوب مقابل حفنة من الملاليم قد لا تفي بعيش كلب أو «كنالو» أو ببغاء أو حتى «بزويش» في زمن «الحرية والمساواة». كل ما أعرفه ان الرجال هجروا الحقول و«حرقوا» الى المقاهي والملاهي والملاعب حيث كل يلعب والكل يتلاعب بجهد المرأة في مواطن الزرع. أما رأيتم في الحقول ما كان يُحمل على ظهور البغال أصبح اليوم محمولا على عواتق النساء وظهورهن من تبن وأعلاف وأكياس وصناديق، ومعدات الري وحتى السماد العضوي (الزبالة). أما رأيتم ما كان موكولا من الأعباء والأثقال الى الجنس الخشن من أصحاب السواعد المفتولة أصبح اليوم من مهام الجنس اللطيف الذي بات يطلب اللطف ولا أحد استجاب للطلب، يا للعجب، تمعنوا في جحافل النساء في الحقول جيدا فلا ترون ذكرا يُذكر في ساحتهن. وإن رأيتم أحدا فلن يكون سوى «شاف شانطي» لا هم له سوى «حلان شانطي» في كد اليمين وعرق الجبين بالنهار المنقوب (بدون أجر) هل يعرف الاتحاد والوزارة والأحزاب ان في حياة المرأة أياما منقوبة وظهورا معطوبة وجهودا منهوبة وخواطر مقلوبة في لحظة القبض على الأجر وعزاؤها في كل هذا ان نتائج الباكالوريا الاخيرة أثبتت أن «للأنثى مثل حظ الذكرين» في النجاح طبعا سيدي الشيخ، إنهن قادمات فاستقم سيدي.