درّة بالحاج علي طالبة متميزة التحقت بالمعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية بالمرسى واجتازت امتحانات المرحلة التحضيرية بنجاح ونجحت في الامتحان بمعدل مشرف جدا وكانت من بين الأوائل. وبدل أن تفرح درة بنجاحها وتنطلق من جديد لتحصيل العلم والمعرفة وتسجل تميزا جديدا في دراستها العليا تفاجأت بعدم تمكينها من المنحة الدراسية لمدة ثلاث سنوات دون موجب قانوني وبلا مبرر مقنع. منشور جائر الحكاية بدأت خلال شهر جوان 2008 عندما فوجئ طلبة هذا المعهد بمنشور وصفه الطلبة والأولياء بالقانون الجائر. وهذا المنشور ينص على حرمان طلبة السنة الأولى بالمعهد التحضيري من منحة الدراسة بالخارج وقيل حينها إن الهدف الأساسي من هذا القرار هو محاولة الحد من ظاهرة هجرة الأدمغة لان تونس في حاجة ماسة إلى النوابغ من حملة الشهائد العليا خاصة من طلبة هذا المعهد بالذات. اعتصام واحتجاج ولكن احتجاج الأولياء والطلبة على هذا المنشور اجبر الوزارة آنذاك عن التراجع عنه وإلغائه. وواصلت الطالبة درة دراستها ونجحت كما اشرنا سابقا ووقع توجيهها إلى معهد polytechnique bordeaux بفرنسا. وعند تقديم الأوراق اللازمة لتتمتع درة بالمنحة فوجئ الجميع من جديد أن المنشور لم يلغ مما دفع بعدد من الأولياء وأبنائهم الذين حرموا من المنحة الى الاعتصام أمام وزارة التعليم العالي مدة شهرين لكن لم يلق اعتصامهم أية نتيجة ولم يقابلهم الوزير آنذاك لزهر بوعوني. ثم نفذوا اعتصاما دام ثلاث ساعات أمام قصر الرئاسة لكن لم يجدوا من يلتفت الى مشكلتهم ووجدوا أنفسهم أمام الأمر الواقع إما تسجيل أبنائهم بالمعاهد الفرنسية على نفقتهم الخاصة أو حرمانهم من تحقيق أحلامهم. وأكد السيد عز الدين بالحاج علي أن الوزارة سعت إلى ربح الوقت ولم نجد بدا من الخضوع إلى الأمر الواقع وتحمل مصاريف الدراسة المرتفعة جدا. وها هي ابنتي الآن قد اجتازت امتحاناتها بفرنسا ونجحت بامتياز رغم الظروف المادية الصعبة التي مرت بها ووقع توجيهها إلى جامعة «شيكاغو» الأمريكية . وأضاف لقد طلبت موعدا لمقابلة الرئيس المؤقت الذي استقبلني بكل حفاوة واستمع الى مشكلتي لكنني عجزت عن مقابلة الباجي قايد السبسي الذي ظل يعتذر عن مقابلتي بعد كل موعد جديد والشأن نفسه بالنسبة الى وزير التعليم العالي رفعت الشعبوني الذي رفض مقابلتي رغم محاولاتي المتكررة. وسؤالي الآن من ينصف ابنتي ويمكنها من التمتع بمنحة لمواصلة دراستها بالخارج وعدم حرمانها من تحقيق أحلامها في التفوق والتميز الدراسي. مع العلم ان هناك عددا من الطلبة درسوا مع ابنتي في المعهد الفرنسي نفسه ويتمتعون بمنحة فلماذا حرمت ابنتي من هذا الحق المشروع ؟ ردّ الوزارة اتصلنا بوزارة التعليم العالي وطرحنا بدورنا السؤال الذي طرحه السيد عز الدين بالحاج فأجابنا السيد محمود بوحفص مكلف بالإدارة العامة للشؤون الطالبية بالوزارة وقال إن وزارة التعليم العالي والوزير الحالي لم يظلم أحدا وكل ما في الأمر أن ما تعرضت له الطالبة درة بالحاج علي وعشرات الطلبة الآخرين هو من مخلفات النظام البائد ونتيجة طبيعية للمحسوبية والتلاعب بالقوانين لفائدة أشخاص معينين الكل يعرف من هم. وقد حرمت الطالبة درة من المنحة وفقا لقانون خاص وضع على المقاس لخدمة مصالح فئة معينة وتمثل في وضع قائمة تتكون من عدد من المعاهد العليا الفرنسية يتمتع الطلبة الموجهين إليها بمنحة ويحرم البقية من هذه المنحة إذا التحقوا بأحد المعاهد غير الموجودة بهذه القائمة . وعن إمكانية تمتيع درة بمنحة بعد الثورة أكد السيد محمود بوحفص أن الإمكانية متاحة أمام الجميع وما على المعنيين بالأمر من أمثال الطالبة درة إلاّ تقديم مطلب جديد مرفوق بجميع الوثائق التي تثبت تميز الطالب في الدراسة ومدى استجابته لشروط الحصول على منحة وستدرس الوزارة الملفات ومن كان له الحق في التمتع بمنحة الدراسة بالخارج سوف يتحصل على حقه دون أدنى شك.