انتشرت مشاعر الخيبة لدى الناشطين في الموقع الاجتماعي يوم أمس بسبب خلل في المنظومة الإعلامية لتسجيل الناخبين شملت عددا كبيرا من البلديات. وفي الأصل، شهدت المواقع الاجتماعية والمنتديات التونسية حملة منذ أكثر من أسبوع لدعوة التونسيين إلى التسجيل، وظهرت عدة صفحات مخصصة لهذا الغرض رغم «التشاؤم المنطقي» الذي عبر عنه العديد من الناشطين على الموقع اعتبارا لاستحالة تسجيل شخصين كل دقيقة لتنفيذ عملية تسجيل حوالي 6 ملايين مواطن. أول المقالات التي تكشف عن الخيبة من ظروف التسجيل كانت لأحد الناشطين السياسيين وروى فيها كيف أنه لم يجد سوى موظفين اثنين في إحدى بلديات الساحل كانا غير مستعدين أصلا لعملية التسجيل، وبعد أن اطلعا على منظومة الإعلامية طلبا منه العودة في وقت آخر. ولقي هذا المقال تعاليق كثيرة تسانده وتتحدث عن حالات مماثلة، لتشهد الساعات الموالية عشرات المقالات والشهادات عن أعطاب تقنية طالت المنظومة الإعلامية التي بدت غير جاهزة في العديد من البلديات. وكشف حقوقيون على الشبكة أن وزارة الداخلية قد سلمت إلى المسؤولين عن التسجيل قاعدة البيانات الخاصة ببطاقات التعريف الوطنية التي تشرف عليها الشرطة الفنية لتسهيل عملية التسجيل، لكن ذلك لم يحد من شكاوى الناس من تعطل شبكة المعلومات وأصبحت عبارة «الريزو طايح» من أكثر العبارات ترديدا في الموقع. وذكر حقوقي معروف أنه توجه يوم أول أمس الثلاثاء إلى بلدية باردو للتسجيل في القائمات الانتخابية فاعتذروا له بسبب خلل تقني، وقالوا له: «عد في وقت آخر»، وطلب صراحة من المحامين وعدول التنفيذ إجراء معاينات قانونية لهذا الوضع الذي لا يليق بتونس في عام 2011، خصوصا تقديم قضايا عدلية ضد المسؤولين عن هذه الأعطاب التي سوف تعطل الديمقراطية بشكل واضح. تقول فتاة من العاصمة تعليقا على هذا الطلب: «ألا يعرف المسؤولون عن شبكات الإعلامية هذا الخلل من قبل ؟ أم أنه لم يظهر إلا عند بدء التسجيل ؟ أليس من حقنا أن نشك في هذا الأمر ؟ ثم أين مهندسو الإعلامية ؟». أما أطرف ما تم نشره عن أعطال الانتخابات فقد كتبه زميل من ولاية بنزرت وجاء فيه: «ذهبت لتسجيل اسمي في البلدية، فقالوا لي إن رقم بطاقة التعريف لا يتطابق مع هويتك الحقيقية، فهل اخترعت أنا بطاقة التعريف هذه ؟». هي واحدة من طرائف الانتخابات التونسية، وسوف نرى دون شك طرائف أخرى كثيرة.