رغم التمويلات الكبيرة التي رصدت لمستشفى قصر هلال، إلا أن دار لقمان بقيت على حالها منذ سنوات ولم تتطور الخدمات الصحية في هذه المؤسسة مما جعل سكان المدينة يتساءلون. قصر هلال (الشروق) كان المستشفى الجهوي بمدينة قصر هلال قاب قوسين من أين يشهد اصلاحات كبيرة بعد أن رصدت له وزارة الصحة العمومية مبلغ مليار وسبعمائة مليون كبداية لإعادة تهيئته، لكن جاءت الثورة وتأخر انطلاق الأشغال مما جعل الأهالي يتساءلون عن مصير الملايين المرصودة. ويعدّ المستشفى الجهوي بمدينة قصر هلال والذي يحمل اسم أحد أبنائه الخيّرين من المستشفيات القديمة التي تمّ انشاؤها منذ عشرات السنين وبمجهودات ذاتية وبتقدم الأعوام صارت البنية التحتية لا تليق بسمعة المدينة الصناعية التي تعد الأبرز تقريبا على مستوى ولاية المنستير إن لم يكن على مستوى الجهة بصفة عامة.. وقد حرصت عديد الأطراف على أن تنهض بهذه المؤسسة الاستشفائية وتجعل منها منارة صحية تلبي حاجيات الأهالي الذين طالما تذمروا من قلة التجهيزات وتواضع الموجود. وقد استجابت الوزارة ومن ورائها السلط الجهوية اثر اقتناعها بالمطالب المشروعة وأعطت الضوء الأخضر الى الأخصائيين لإعداد مثال جديد للمستشفى مع توفير قرابة السبعة مليارات كميزانية خاصة وذلك في فترة النظام السابق. تخوفات ؟ وانطلقت الاجراءات الأولى المتعلقة بوضع المثال لكنها كانت اجراءات بطيئة قال عنها المسؤولون إنها طبيعية بحكم ضرورة إعداد مثال جيد يستجيب لكل المواصفات العصرية ويحتم عدم التسرّع.. وبعد عدة جلسات تمّ إعداد المثال في نسخته النهائية بعد أن أدخلت عليه تعديلات كثيرة وفي الوقت الذي كان فيه الأهالي ينتظرون انطلاق الأشغال بعد أن رصدت وزارة الصحة العمومية مبلغ مليار وسبعمائة ألف دينار كدفعة أولية جاءت الثورة لتغيب أي بوادر من شأنها أن تدلّ على أن هناك نية في تنفيذ المشروع في الأساس. وزاد تخوّف الأهالي من امكانية التخلّي عن إعادة تهيئة المستشفى الجهوي الحاج علي صوّة بعد أن عبّرت الحكومة المؤقتة عن تغيير كبير في خارطة الاعتمادات المادية المخصصة للتنمية الجهوية وذهب في ظنّ الجميع أن المشروع سقط في الماء. ومن جهتنا نعتقد أن السلط المحلية والجهوية تبقى مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالدفاع عن المشروع وإقناع السلط الوطنية بضرورة التعهد بالتزاماتها بما يعيد الاطمئنان الى نفوس الأهالي.