لا عجب إن عثرنا على أفعى في قاعة للعمليات الجراحية العمومية، وممّ العجب إن وجدنا عقرب تسعى على ركح مهرجان ثقافي دولي؟ وهو ما حصل فعلا في الأيام القليلة الماضية. فالمسألة عادية وطبيعية جدا في مواسم الحر خاصة اذا توفرت أوجه التصحر. ولكن هل وجدت تلك الأفعى تصحّرا إداريا حتى أقامت في تلك القاعة؟ وهل وجدت تلك العقرب تصحّرا ثقافيا حتى اعتلت ذلك الركح؟ الامر ربّما فيه شيء من هذا القبيل. وربما فيه من الواقع أكثر من حجة على أن القطاعين باتا عرضة للتصحر كل ما أعرفه أن الأفعى ليست مريضة حتى نجدها في قاعة العمليات ولا هي منخرطة في الكنام، العقرب ليست مبدعة حتى نراها على ركح مهرجان ثقافي دولي. ولم نسمع لها دعما من وزارة الثقافة حتى وإن كان هنالك من يدعي ان هذه الوزارة تدعم العفاريت سامحه ا&. على كل لا يهم إن كان التصحر الاداري هو الذي أتى بالأفعى الى تلك القاعة والتصحر الثقافي هو الذي جلب تلك العقرب الى ذاك الركح. ولا الفراغ والتصحر الزمني هما اللذان جلبا لساعاتنا عقارب الساعة. إن المهم عندي سيدي هو التصحر الفكري الذي بات يزحف على الساحة وعلى كمّ من العقول حتى وإن كان قليلا فهو سام قاتل ومرعب. واذا تصحرت الأمخاخ تكلست وتحجّرت خلاياها وأصبحت الأفكار أفاعي وعقارب مجنحة، تارة زاحفة وأخرى طائرة الى حيث تلقي بسمومها أما اعترضتك يوما فكرة أفعى تسعى أو عقرب طائرة؟ نعم التصحر مجلبة للأفاعي والعقارب ولكن في هذه الكائنات السامة «ثم ما تختار» كالهم تماما، فعقرب المهرجان أو أفعى قاعة الجراحة إن لسعت إحداها فلن تلسع إلا واحدا أما عقرب أو أفعى التصحر الفكري فهي لا تلسع إلاّ المجموعة ولو كانت بحجم شعب كامل وبرمته وطم طميمه. أولم أقل لكم في العقارب والأفاعي «ثم ما تختار»؟ أليست الشعوب التي لا تجاري عقارب الساعة تموت ملسوعة مسمومة؟