في المغرب الأقصى الشقيق وقفت في أكثر من مدينة وفي أكثر من ساحة على أكثر من مهرجان شعبي لترويض الثعابين والأفاعي حيث كلّ له ثعابينه وأفاعيه في أكياسه ومزماره في فمه. وأكيد أن كل واحد له «شيطانه في جيبه». ومن حولهم ينتصب باعة علاج مرضى المفاصل، وكتبة الحروز للتأليف بين قلوب العاشقين وللكسب والملك. وطرد التابعة. وباعة الحشائش البرية لدعم الفحولة لفاقديها ولكل معلول. وهكذا دواليك إلى حد الدخول في عباب أدخنة البخور حيث تتحول البنادير إلى فرقة لمقاومة إرهاب الجن في أدغال وأوعار تضاريس أمخاخ المساكين التعساء. المشهد نفسه يخيل إليّ أنني أقف عليه اليوم في أكثر من مناسبة وفي أكثر من ساحة سياسية. إذ أرى أكثر من طرف ثعابينه وأفاعيه في كيسه ومزماره في فمه. وأكيد أن شيطانه في جيبه. وأرى من يبيع علاجا لآلام مفاصل الوطن. ومن يكتب الحروز للتأليف بين العاشقين ومعشوقهم الكرسي في شكل تصريحات. وخطابات وبيانات وهناك من يبيع لوبان الطرابلسية علاجا للمرضى «من تحت يديهم» عفانا وعفاكم اللّه من أياديهم التي دنّست كل شيء ونجّسته ولطرد توابع المخلوع. وكذلك باعة صابون محو السحر لكل حركة ومنظمة «خانها ذراعها قالت مسحورة». ومن يبيع مخ القرد لاسترداد الفحولة لمن فقدوها. وهنالك من يبيع رماد مراكز المنشآت المحروقة علاجا لمرضى الفدّة وضيق التنفس. اللهم كذب خيالي هكذا تخيلت. ولكن رأيت أيضا بأم عيني في «رحبة» الساسة من يبيع القرد مع تأجيل الضحك على من اشتراه إلى ما بعد 24 جويلية القادم.