التقت «الصباح» مساء أمس مع بعض المعتصمين بالقصبة أكدوا أنهم واجهوا بعض الأشخاص ليلة اول أمس في محاولة منهم لفك الاعتصام بالقوة وتحدثت فتاة معتصمة أنه تم الاعتداء عليها بالعنف اللفظي من قبل بعض الشبان الذين طلبوا منها ترك الساحة والرجوع إلى منزلها. أما الشاب محمد فقد أكد بأن هؤلاء الأشخاص وجهوا إليه وإلى زملائه عبارات نابية بأنهم فقراء وأنهم يريدون استغلال الثورة للاستفادة منها، فأجابه الشاب محمد بكل ثقة ووطنية بأن كل المعتصمين في هذا المكان هم أغنياء بحب تونس وهذا كان سبب وجودهم بالقصبة. وأضاف أن جل المعتصمين لن يفكوا الاعتصام ما لم تتحقق مطالبهم السياسية، كما أنه ليست لديهم أية ضمانات بأن مطالبهم سوف تتحقق في صورة فك الاعتصام. كما قال السيد عبد الكريم القروي وهو مدير مؤسسة تربوية بقليبية كان متواجدا بساحة القصبة يحاول أن يقنع بعض المعتصمين بفك الاعتصام : "ما أراه بالقصبة هو كارثة حقيقية، تهدد الاقتصاد التونسي والسياحة في ظل انفلات أمني وإعلامي وفي ظل موقف الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يعد مؤسسة نقابية تحافظ على العمال وتدافع على حقوقهم, وأطالب أن لا يحيد الاتحاد التونسي للشغل على دوره ويترك السياسة للسياسيين." وعن وجوده في ساحة القصبة، أكد أن تخوفه من تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للبلاد هو ما دفعه لمثل هذا التدخل.أما عادل شقيق الشهيد محمد الجعيدي (العمران) فقد أكد أن شقيقه استشهد من أجل الكرامة ومن أجل حرية الوطن كما أنه هو نفسه أصيب برصاصة في رجله وأنه يعمل وليس عاطلا عن العمل ولكن من أجل دم الشهداء فإنه لن يحيد على مطالب الاعتصام السياسية والشرعية. اعتصام ضد الاعتصام في نفس السياق تحدثنا مع بعض أصحاب المحلات المتضررين المباشرين من الاعتصام والذين كانوا متواجدين في المكان وقد أكد لنا السيد عبد الكريم بن عبد الله صاحب محل أنه تضرر كثيرا من هذا الاعتصام الذي دام لفترة طويلة وتضررت معه مصالح السوق والمؤسسات المحاذية للسوق. فالمحلات التجارية بالنسبة إليهم هو المصدر الوحيد الذي يقتاتون منه وأن مصالحهم قد تضررت وبأن لديهم عائلات وأطفال ... وطالبوا بفك الاعتصام لأنهم تضرروا كثيرا من ذلك. وأضاف السيد العربي الهذيلي صاحب محل أنه متسوغ ويدفع شهريا مبلغ 315 دينارا وأنه لم يعمل منذ ما يزيد على الشهرين وأن الاعتصام قد أضر بالمصالح الاقتصادية لجميع أصحاب المحلات التجارية والصناعات التقليدية وأن أكثر من 150 عائلة تضررت إلى جانب تورط أغلبهم في شيكات ولا وجود لتعويض عن هذا الضرر المباشر. وطالب الحكومة بإيجاد الحلول السريعة حتى يحل الاعتصام وتدور عجلة الاقتصاد وترجع المياه إلى مجاريها.