لم تنه مداولات اللقاء التشاوري الذي اختتم أعماله هذا الأسبوع بدمشق الأزمة السورية التي عبر عنها آلاف المتظاهرين في احتجاجات جديدة. دمشق (وكالات) خرج آلاف السوريين في مظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة مطالبين باسقاط النظام وهو الأمر الذي اعتبره السفير الأمريكي بدمشق أنه بات وشيكا في ظلّ استمرار أعمال العنف التي كانت أحدث ضحاياها أمس 28 قتيلا على الأقل. وأفاد شهود عيان بخروج محتجين من مساجد في ديرا لزور وبرزة بريف دمشق فيما أطلق الأمن الرصاص لفض احتجاجات في درعا وفي محيط الجامع العمري. تحرك سوري وتحدث ناشطون سوريون عن تطويق الأمن السوري لمنطقتي مضايا والزبداني في ريف دمشق وذلك بوضع حواجز على المداخل الرئيسية والفرعية. وفي حمص أيضا أفيد بإطلاق نار عشوائي في جميع الأحياء المحاصرة واعتصام حاشد في شارع الملعب بمشاركة النساء والأطفال. كما سمع إطلاق نار كثيف في مناطق عدّة وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل مدنيين ورجل أمن خلال العمليةالتي شنتها قوات الأمن السوري في بعض أحياء مدينة حمص خاصة في حي باب السباع. وتحدث ناشطون في أدلب عن انتشار نحو 50 حافلة أمن وسيارات محملة بالرشاشات في جبل الزاوية عن طريق قرية الرامي... واحتلت قوات الأمن عدة بيوت كما انتشر القناصة فوق الأسطح... وطوقت قوات الأمن والجيش «البارة» وتل صفرة في إدلب بالدبابات في محاولة لمنع المظاهرات. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قد ذكر في بيان له أن ثلاثة أشخاص قتلوا أول أمس وأصيب الآخرون جرّاء اطلاق الرصاص الكثيف والعمليات الأمنية والعسكرية المستمرة في حي باب السباع ودوار الفاخورة وأحياء أخرى في مدينة حمص. افتراضات أمريكية سياسيا حذر السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد من أنّ الشارع يمكن أن يطيح بالنظام السوري إذا لم يبدأ سريعا الاصلاحات التي يطالب بها المتظاهرون. وقال فور «لم أر أية إشارة ملموسة على الأرض بأن الحكومة السورية مستعدة لبدء الاصلاحات بالسرعة التي يطالب بها المتظاهرون». وتوقع فور أن تتم الاطاحة بالنظام السوري من قبل الشارع إذ لم يتم التحرك بسرعة... ودعا الرئيس السوري بشار الأسد الى اتخاذ القرار الصعب ببدء الاصلاحات. من جهة أخرى تحدثت تقارير إعلامية أن كواليس مداولات اللقاء التشاوري الذي أنهى أعماله مؤخرا في دمشق طرحت المادة الثامنة من الدستور كواحدة من أبرز المسائل الخلافية. وفي هذا الاطار أشارت مصادر سورية مطلعة الى أن هذه المادة بالتحديد تمثل جوهر التباين بين ما يسمى الحرس السوري القديم من جهةوبين الحرس الجديد وعلى رأسه الرئيس السوري بشار الأسد من جهة ثانية. وأضافت المصادر أن قيادات البعث الحاكم وبعض أعضاء القيادة القطرية الحاليين متشبثون بالمادة الثامنية من الدستور التي تتيح للبعث البقاء في السلطة فيما مقتنع الأسد وفق المصادر بأن أي اصلاح سياسي دون إلغائها لن يكون ذا جدوى على الصعيد الداخلي.