سيطر الثوار الليبيون على جزء كبير من مدينة «البريقة» النفطية الاستراتيجية، شرق البلاد، وسط مخاوف من استخدام العقيد معمر القذافي «غاز الخردل السام» لصدّ زحف المعارضة المسلحة. طربلس (عواصم) (وكالات): وحقق الثوار صباح أمس تقدما ميدانيا ملحوظا شرق البلاد حيث تمكنوا من طرد الكتائب الأمنية التابعة للنظام من بلدة «البريڤة» وإجبارها على التراجع الى «رأس لانوف». التأمين الكامل وقال المتحدث باسم الثوار شمس الدين عبد المولى إن مقاتلي المعارضة المسلحة طوّقوا «البريڤة» مرفأ تصدير النفط الرئيسي وهم يسعون حاليا الى تأمينها بالكامل. وأضاف أن الألغام الارضية التي زرعتها الكتائب في شتى أنحاء المدينة وضواحيها الصحراوية وعند المنشآت النفطية الرئيسية تحول دون تأمين السيطرة الكلية لهذه البلدة. وأشار الى ان عددا من الكتائب لا يزالون متحصنين بالمرفإ النفطي في «البريقة»، مقدرا إياهم بنحو 200 مقاتل. وأوضح ان الجزء الأكبر من القوات النظامية تقهقرت نحو منطقة صحراوية واقعة بين «رأس لانوف» و«بشر». وكانت المعارضة المسلحة قد خاضت أول أمس الاحد حرب شوارع ضارية مع الكتائب في الأحياء الرئيسية ل«البريڤة» أدت الى اصابة نحو 127 عنصرا من الثوار. ويعتبر الثوار ان إحكام السيطرة على «البريڤة» سيمكنهم من بسيط نفوذهم على ميناء نفطي كبير من المرجّح أن يسمح لهم باستئناف تصدير النفط الى الخارج وبالتالي الخروج من الضائقة المالية الكبيرة التي يرزحون تحتها. في الجبهة الغربية، أوردت مصادر اعلامية مطلعة ان قتالا عنيفا جدّ بين الثوار والكتائب قرب مدينة مصراتة أدى الى اصابة 23 من عناصر المعارضة المسلحة. وأعلنت المعارضة الليبية في بيان ان المعارك جرت في منطقة «الدفينة» على بعد حوالي 20 كيلومترا غرب مصراتة. وأضاف البيان ان الثوار نجحوا في صدّ هجوم الكتائب التي خسرت عددا كبيرا من المقاتلين وخلفت آليات عسكرية وأسلحة وذخيرة. توقعات ومخاوف وفي سياق متصل، توقع رئيس أركان المعارضة المسلحة اللواء عبد الفتاح يونس استخدام العقيد القذافي «غاز الخردل السام» ضد مقاتلي المعارضة. وأشار يونس الى أن «غاز الخردل السام» قد يكون آخر حلول النظام للحيلولة دون زحف الثوار. من جهته، أكد العقيد الطيار في المجلس الانتقالي صالح العبيدي انه من بين الغازات السامة التي قد تستخدمها الكتائب، غاز الخردل السام، الذي قد يُسبب مرض السرطان، عفا الله الجميع. رفض روسي على الصعيد الدولي، أعلنت روسيا أمس رفضها الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي لليبيا على غرار الولاياتالمتحدة. وقال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي : اذا كان الأمر يتعلق بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل وحيد للشعب الليبي، فإننا لا نشاطر هذا الموقف. أما اذا ارتبط الامر بالاعتراف بذات المجلس كمشارك في المفاوضات فإن المجلس الوطني يشكل وبلا شك فريقا في المفاوضات. وأضاف ان اعتراف الغرب ومجموعة الاتصال ب«الانتقالي» يمثل انحيازا الى أحد فريقي النزاع في الحرب الأهلية. وأشار الى ان أنصار هذا القرار هم أنصار سياسة عزل القوات التي تمثل طرابلس ونحن ضد العزل تقليديا. واستبعد المسؤول الروسي استقبال بلاده للعقيد القذافي حال استقالته.