عقدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» أمس الخميس 23 سبتمبر 2004 بفندق أبو نواس ندوة فكرية بعنوان «منظومة الاصلاح: تونس التغيير نموذجا». وافتتح هذه الندوة، التي تأتي في إطار مواكبة «الألكسو» للحياة السياسية والفكرية في تونس دولة المقر، الدكتور المنجي بوسنينة المدير العام للمنظمة، الذي أكد في مستهل كلمته ان التواصل الوثيق بين الالكسو ودولة المقر يتجسد في هذه الندوة، التي تتمحور حول تجربة تونس التغيير في مجال الاصلاح، باعتبار الطابع الريادي لهذه التجربة وخصائصها المتفردة في السياق العربي. أصالة وأضاف الدكتور المنجي بوسنينة: التأكيد على أصالة النموذج التونسي في الاصلاح انما يراد به في هذا الوقت بالذات، التذكير بأن الاصلاح من الداخل او ما يسمى بالاصلاح الذاتي أمر في المتناول وقد بادرت اليه تونس منذ سبع عشرة سنة بارادة سياسية قوية عبّر عنها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في بيان السابع من نوفمبر 1987، وجسمها في السنوات التالية بتوجهات وطنية ومنهج تونسي «فيه من قرطاج عراقة تجربتها وأبعادها المتوسطية، ومن القيروان أصالتها العربية الاسلامية، ومن تونس الزيتونة الاعتدال والتفتح والتسامح والوسطية»، كما جاء ذلك في خطاب الرئيس زين العابدين بن علي عام 1997. وأشار المدير العام للألكسو الى ان هذا التوجه صدر عن اقتناع راسخ لدى رئيس تونس «بأن مصير أي شعب لا يتحدد بغير ذكائه، وأن النماذج الجاهزة والحلول المسقطة لا يكتب لها النجاح والدوام لأنها بلا جذور». واحة أما ا لدكتور صلاح فضل (مصر)، فقد أكد في مداخلته التي أرادها مدخلا عاما لمنظومة الاصلاح ان تونس تعتبر مثالا بالغ النجاح في عملية الاصلاح وذلك في أكثر من مجال مثل التعليم والمرأة والتنمية الاقتصادية والشغل وغيرها من القطاعات الاخرى. وأضاف الدكتور صلاح فضل: «ان تونس اليوم هي واحة مضيئة للفكر والثقافة والتقدم والاستنارة، تونس هي فردوسنا المعهود...». من جهته قال الدكتو مصطفى القباج (المغرب): «ان من ينظر الى الشأن التونسي لابد وان يقر بأن أشواطا كثيرة قطعت بفضل العمل الدائب للرئيس بن علي من أجل ارساء أساس الدولة الحداثية الديمقراطية، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، واني لأتصور ان العمل اليومي والمجهود المتواصل الذي يبذله الرئيس بن علي يدخل في إطار المسعى التطوري بصبر وأناة وبحساب دقيق لكل خطوة من الخطوات». تجديد وأضاف الدكتور مصطفى القباج في مداخلته التي كانت حول «تجديد النظر في مفهوم حقوق الانسان»: «وأحسب ان الرئيس بن علي يريد ان يتجنب أمرين على جانب كبير من الخطورة على الحاضر والمستقبل، الامر الاول ان لا تكون نهضة البلاد واصلاحاتها مفروضة من خارج الارادة الوطنية او مقلدة لنماذج «برانية» غربية عليها بل يجب أن لا تكون العصرنة او الحداثة بالتقليد والمحاكاة، وبالتالي بناء القوة الوطنية من الداخل مع الأخذ بعين الاعتبار مقتضيات العصر، والامر الثاني ان تكون النظرة الاستشرافية مبنية على تشخيص الواقع بدقة لحصر المشاكل والصعوبات وتأويلها لاعداد الارضية الصالحة والمتينة لكل تحرك نهضوي ذي ايقاع مضبوط في وتيرته الزمانية». في برنامج الندوة مداخلات أخرى حول المبادئ الاصلاحية للتشريعات الاعلامية في تونس التغيير للدكتور محمد حمدان، و»مقاربة حقوق الانسان في فكر الرئيس بن علي»، للدكتور محمد الحبيب الشريف... و»التعليم العالي رافد للتنمية وبناء مجتمع المعرفة» للدكتورة سعيدة بحيرة، الى جانب شهادة شخصية للشاعر حيدر محمود الذي عمل بتونس لسنوات كسفير للمملكة الأردنية الهاشمية.