بالتعاون بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ومركز المرأة العربية للتدريب والبحوث ومؤسسة كونراد ادناور، احتضنت تونس العاصمة ملتقى دوليا على امتداد يومين ناقش خلاله الحاضرون والحاضرات . أشرفت على حفل الافتتاح السيدة سارة كانون وزيرة شؤون المرأة والاسرة والطفولة والمسنين وقد ألقى خلاله الدكتور منجي بوسنينة المدير العام للألكسو كلمة منهجية اعتبر خلالها ان الاهتمام بقضية المرأة العربية في مناهج التعليم انما هو في الحقيقة انعكاس لاهتمام اكبر بأوضاع المرأة لان التغيير صار قدرنا ولا هروب من الاصلاح مهما اختلقنا من اعذار فالمؤشرات التي بين ايدينا عن واقع المرأة العربية في قطاع التربية تشير الى ضرورة التدخل العاجل لتجاوز نسبة الامية الكبيرة في صفوف النساء وحالات التسرّب المدرسي المؤثث وغيرها من المظاهر من أجل تجاوز الفجوة الكبرى بين الجنسين . ثم بعد كلمة الدكتور منجي بوسنينة وكلمة السيدة وزيرة المرأة ألقى الدكتور توماس بيرنغر ممثل مؤسسة كونراد أدناور كلمة ترحيبية وتأطيرية ثم فسح المجال للسيدة هادية السبعي لتلقى كلمة مركز المرأة العربية بالنيابة عن الدكتورة سكينة بوراوي. انقسمت اعمال هذا الملتقى الى أربع جلسات علمية ترأست أولها الدكتورة درّة محفوظ وقد تناولت بالدرس: واقع المرأة في الدول العربية.. المشترك والخصوصيات وحاضرت خلالها الدكتورة نعيمة ثابت استاذة علوم التربية بجامعة محمد الخامس بالمغرب، وقد تناولت مداخلتها مكانة المرأة المغاربية في المجتمع ودورها في التنمية ثم حاضر الدكتور طلعت عبد الحميد عن المرأة والتحولات الاجتماعية في الخليج العربي وختمت مداخلات الجسلة الاولى الدكتورة رفيقة حمود المستشارة لدى اليونسكو بمحاضرة عن اوضاع المرأة في المشرق العربي وانعكاستها على تنمية المجتمع. الجلسة العلمية الثانية دارت حول المكاسب والتطلعات ورأسها الدكتور طلعت عبد الحميد وقدمت خلالها الدكتورة حفيظة شقير ورقة علمية مفيدة عن حقوق المرأة العربية بين المساواة والتمييز من خلال التشريعات في المنظمة المغاربية ثم قدمت الاستاذة دنيا بن رمضان واقع المرأة العربية وصنع القرار من خلال ابحاث واعمال مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث «كوثر». ثم قدمت الدكتورة عكري البوغانمي واقع المشاركة الاقتصادية للمرأة، ثم درس الدكتور الكسندر براكل عضو البرلمان الالماني كيفية العمل من أجل تطوير آفاق العمل لدى المرأة وسدّ الفجوات في المرتبات بين الجنسين، وبعد هذا قدم الدكتور نورالدين ساسي مداخلة علمية حول التصورات الاجتماعية حول النوع الاجتماعي وصلتها بالتمييز بين الجنسين، وقد عقب هذه المداخلات نقاش ثري بين الحاضرات والحاضرين. خلال الجلسة العلمية الثالثة التي ناقشت صورة المرأة في المناهج الدراسية في الدول العربية وترأستها المديرة العامّة لتطوير المناهج بوزارة التربية بسلطنة عمان السيدة امل البوسعيدي حاضرت كل من الدكتورة راضية عبد الرحمان من تونس عن رهانات تصحيح صورة المرأة العربية من النمطية الى الفاعلية في التنمية من خلال المناهج التعليمية، والدكتورة حسيبة شرابطة من الجزائر عن التصورات النمطية في الكتب المدرسية دراسة حالة الجزائر، تم تبعتها الدكتورة علياء العسّالي من جامعة النجاح في تقديم الحالة الفلسطينية، ثم قدم الحالة الليبية الدكتور أحمد ظافر محسن، أما سمات النوع الاجتماعي في التعليم الالماني خلال الخمسين سنة فقد قدّمها «هايدماري شتيغمان» من ألمانيا. وكانت خاتمة الجلسات العلمية في شكل مائدة مستديرة تم خلالها تدارس تعزيز صورة المرأة في المناهج الدراسية وتم خلالها عرض مشروع دليل آليات تعزيز صورة المرأة في المناهج الدراسية الذي أعدته اليونسكو ثم نوقش الدليل من خلال إثرائه بالتجارب العربية والاجنبية لكل من سوريا وتونس وعمان وقطر والكويت والمغرب وليبيا وألمانيا، وقد قدّم الجهد التونسي المبذول في هذا المجال الاستاذ عبد العزيز الجربي بأسلوب شيّق ومنهجية لافتة ثم تمّ تبني خطة عمل مشتركة قبل اختتام الندوة.