تضمن التقرير الأخير الذي وضعته وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاغون) يوم الثاني والعشرين من الشهر الجاري، حول جهود إعادة الإعمار في العراق تفاصيل عن التقدم الذي تم في مجال الانتشار وتدريب القوات العسكرية والأمنية العراقية. ويظهر التقرير أن الجزء الأكبر من قوات الشرطة والجيش الذي ستسلمه سلطة الاحتلال الأمريكي إلى الحكومة العراقية المؤقتة الجديدة، غير مدربة إلى حد بعيد. وكان مسؤولون أمريكيون قالوا في أعقاب سلسلة التفجيرات والهجمات التي تعرضت لها مراكز الشرطة ومراكز حكومية أخرى في العراق خلال الأيام القليلة الماضية أن الشرطة العراقية هربت من مواقعها وقواعدها في وجه ما وصفوه بهجوم منسق على النمط العسكري قام به ثوار عراقيون في ست مدن. ويقول تقرير البنتاغون أن جهاز الشرطة العراقية يتكون في معظمه من ضباط غير مدربين. فمن مجموع 86944 ضابطا موظفين في الشرطة هناك 56913 غير مدربين. ويقول مسؤولون أمريكيون أن الولاياتالمتحدة أوصت الحكومة العراقية المؤقتة برئاسة إياد علاوي بإجراء تغييرات رئيسية في الشرطة العراقية وقوات الأمن. كما حثت على طرد 30 ألف ضابط عراقي على أساس عدم كفاءتهم أو فشلهم في القيام بواجبهم. وقال الجنرال الأمريكي توماس ميتز، رئيس قوة الاحتلال متعددة الجنسيات التي تقودها الولاياتالمتحدة «أنتم تعرفون أن العديد من الشباب لم يظهروا ولذلك فعندما يعودون إلى العمل، نستطيع أن نقول لهم حسنا، آنا آسف، إنك لم تبق معنا أثناء القتال، وإننا على الأرجح ينبغي أن لا ندفع لك أجرة الشهر الذي تغيبت فيه.» وقال مسؤولون في البنتاغون والجيش الأمريكي أنهم يتصورون تخفيض الدور القتالي الأمريكي في العراق بعد 30 جوان وإن قوات الاحتلال متعددة الجنسيات ستركز اهتمامها بصورة متزايدة على التدريب والدعم والاستخبارات في الوقت الذي يضغط فيه على قوات الأمن العراقية للقيام بالأعمال الدورية وواجبات قتالية أخرى. وقال نائب وزير الدفاع الأمريكي بول وولفويتز «في النهاية، فإن ذلك سيكون من مهمة القوات العراقية بصورة رئيسية، وإن الموضوع الرئيسي لمباحثاتنا مع علاوي هو كيفية تعجيل وتحسين خطة بناء الجيش العراقي والشرطة العراقية وجهاز جديد قرر إيجاده من شيء بدأناه يدعى الحرس الوطني» وتقول البنتاغون أن الشرطة العراقية تلقت 70 بالمائة من أسلحتها المطلوبة. وقال وولفويتز «إنني متأكد بصورة مطلقة الآن أن المعدات بدأت تتدفق على العراق وأنه سيكون هناك شرطة أفضل بكثير في بغداد خلال ستة اشهر. وأضاف «إن ذلك لن يحدث خلال عشية واحدة.» ويقول تقرير البنتاغون أن لدى الجيش العراقي الجديد 7116 جنديا في الخدمة مع 2638 في التدريب. ويضيف التقرير أن مستوى القوة المطلوبة للجيش العراقي الجديد هو 35 ألف جندي. وقد أرسلت كتائب الدفاع المدني 36229 ضابطا للعمل. وقد أعطيت قوة الدفاع المدني متطلبات ل 41088 جندي. ولم يذكر التقرير الجهود الرامية إلى بناء هذه القوة للتعويض عن الآلاف من الضباط الذين فروا أو رفضوا مقاتلة أنصار وقوات مقتدى الصدر في أفريل 2004. وقالت البنتاغون إن 1561 من كوادر قوة الدفاع المدني يجري تدريبهم، ولكنها لم تذكر عدد أولئك الضباط الموجودين في الخدمة ممن تلقوا التدريب. وقال مسؤولون أمريكيون ان الولاياتالمتحدة ستواصل الاحتفاظ بدور أمني في العراق بالتعاون مع الحكومة المؤقتة. واضافوا أن الدوريات العراقية-الأمريكية المشتركة تشكل أكثر من 20 بالمائة من النشاطات العسكرية لقوات الاحتلال. وقال الناطق باسم البنتاغون لورنس دي ريتا «ستكون لنا السلطة التي نحتاجها من أجل القيام بالعمليات التي نحتاجها من أجل عمليات سيجري القيام بها لدرجة كبيرة بالمشاركة مع العراق. وإن النماذج-كالقائمة الآن- سيتم وضعها في الوقت الذي نتحرك به قدما.»