كيف يمكن لمرضى القلب أن يتموا صيامهم، من دون تعب أو إرهاق؟ وكيف لهم تنظيم توقيت مواعيد الأدوية، بحيث لا تؤثر على صحتهم أو يتعرضوا لمضاعفات خطيرة؟ ويقول الأطباء في هذا المجال :" يمكن للغالبية العظمى من مرضى القلب والشرايين والضغط، صيام شهر رمضان المبارك كاملا، واستغلال أيامه لتحسين صحتهم العامة وصحة القلب وانتظام الضغط، وان قلة من مرضى القلب ينصحون بعدم الصيام، وذلك بعد استشارة الطبيب المعالج، لأن كل مريض له خصوصية حسب حالته، لكن أيضا من الأطباء من ينصح بعدم الصيام لمرضى القلب، وخاصة المرضى الذين يشكون من ذبحة صدرية متكررة، تتطلب استخدام أدوية عديدة في ساعات متقاربة، والمريض ذو القلب المتضخم (هبوط وضعف عضلة القلب)، الذي يشكو من ضيق نفس شديد، وإعياء واضح وتجمع سوائل في الرئتين والأطراف السفلى، والمريض الذي لا يستقر عنده الضغط رغم تناوله أدوية عديدة لايمكنه الصوم . وينصح مريض القلب بتناول السمك في رمضان بمعدل مرتين على الاقل في الاسبوع مع الاهتمام باختيار الأسماك الدسمة مثل سلامون السردين لأنها غنية بالأحماض الدهنية وميغا 3 التي تقينا من أمراض القلب والشرايين . الخضر والفواكه يجب الاكثار من الخضار وتناول معدل ثلاثة أوقية من الفواكه وليس أكثر لأن تناول كمية كبيرة من الفواكه له علاقة بارتفاع مستوى الكوليسترول السيء IDL Cholesterol في الدم. من الجدير بالذكر ان كل حبة تمر تعادل حصة واحدة من الفواكه. مقابل تجنب الاطعمة المقلية التي تحتوي على كميات عالية من الزيوت التي من شأنها أن تتسبب بالسمنة وأن ترفع من منسوب الكوليسترول في الدم وكذلك الملح الذي يؤدي الى رفع ضغط الدم وينصح بتجنب الملح والأطعمة المالحة خلال شهر رمضان، مثل اللحوم المصنعة وصلصة الجاهزة. فوائد الصيام المرضى القادرون على صيام شهر رمضان، هم مرضى القلب الذين يراجعون أطباءهم دوريا، ويخضعون للعلاج بالإشراف الطبي، والذين استقرت حالتهم الصحية لأشهر عدة، كمرضى الشرايين وضعف عضلة القلب، ومرضى الضغط، هؤلاء قادرون على الصيام مع الاستمرار بمراقبة حالتهم العامة، وقياس الضغط بشكل يومي،و إذا اتضح لكل منهم القدرة على الصيام والشعور بالراحة يوما بعد يوم، ذلك يعني أن الصيام بالنسبة لهم، سيكون خاليا من المتاعب اما مرضى النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية غير المستقرة، أو متلازمة القصور الشرياني الحاد، لا ينصح لهم بالصيام، ومرضى الذبحة الصدرية المستقرة، يمكن أن يصوموا، ولكن من المهم تغير الأدوية إلى الطويلة المفعول، وتغير وقت أخذ الدواء إلى وقت الإفطار أو السحور، ومرضى قصور أو فشل القلب، يمكن أن يصوموا إذا كانت حالتهم مستقرة مع إحداث توازن بين تجنب الجفاف أثناء الصوم والزيادة في أخذ السوائل.