الجامع الكبير بقفصة تصميم بديع من عمق التاريخ الإسلامي تونس (الشروق) يعدّ الجامع الكبير الذي يسمّى أيضا بسيدي صاحب الوقت معلما إسلاميا رفيع الشأن تاريخيا وشعبيا والذي تأسّس في العهد الأغلبي وتحديدا في القرن التاسع ميلادي. ووقع توسعته في حكم الحفصيين والمراديين والحسينيين إضافة إلى تعهده بالترميم والصيانة خلال سنة 1997. ويُقارب هذا الجامع العامر في تصميمه جامع الزيتونة المعمور بتونس العاصمة وكذلك الجامع الكبير بالقيروان. وبرغم أشغال التجديد فإنه حافظ على ثوابت الفنّ والمهارة المعمارية الإسلامية وارتكاز أروقة الفناء على أعمدة «تيجانية» وصحن وبيت صلاة أنيقة وفسيحة. وعلى امتداد تاريخيته حافظ الجامع على إشعاعه ورفعة مكانته لدى متساكني المدينة والجهة بأكملها لما قدّمه علمائه وشيوخه من معارف وعلوم ودروس وخطب وفقه اتّسمت بالدّقة المرجعية والوضوح والشجاعة في إعلاء صوت إسلام الحق. وينتصب بالجامع فرع زيتوني له فضائله في نشر العلم والذي تخرّجت منه أجيال من الشيوخ الأفاضل. ويعرف الجامع الكبير بقفصة ذروة الإقبال عليه والوفاء لمقامه من قبل المصلين من الجنسين ممّن يأتونه من مدينة قفصة وضواحيها وبعض معتمدياتها لآداء الفروض خصوصا خلال شهر رمضان الكريم والذي يستبق فيه سنويا بالتنظيف الشمولي للجامع وكلس جدرانه ودهن أبوابه ونوافذه ليستقبل روّاده المخلصين والتائبين للخالق في حلّة أنيقة تحتفي بالشهر الفضيل والمصلين الخاشعين.