افتتحت فرقة الرشيدية بقيادة نبيل زميط مساء السبت الماضي سهرات الحديقة الأندلسية في متحف باردو التي تنظّمها وكالة أحياء التراث والتنمية الثقافية تونس - الشروق في فضاء ساحر يشهد على أمجاد القصور الحسينية في الحديقة الأندلسية بمعمارها التونسي الجميل قدّمت فرقة الرشيدية سهرة تابعها جمهور جاء للاستمتاع بالنغمات التونسية في زمن أصبحت فيه الموسيقى إيقاعات صاخبة لا تحرّك شيئا في الروح ولا الوجدان. الرشيدية ذكّرتنا بالزمن التونسي الجميل قبل أن تظهر طيور الظلام التي اختطفت الابتسامة التونسية فعلى مدى حوالي ساعتين قدمت الفرقة مجموعة من الأغاني والمؤلفات الموسيقية التونسية وكانت البداية باستفتاح لنوبة المزموم في جزء أول وثان ثم غنى سفيان الزايدي بصوته الجميل "شغلتني" من ألحان رضا القلعي وما تفكرشي في الأحزان وانا كي الطير لعلي الرياحي ثم العشاقة ولعب الظبي بعقلي وبعد سفيان قدمت المجموعة الصوتية ناعورة الطبوع وهي من الأعمال التونسية الخالدة لتغني سارة النويوي ربي عطاني كل شيء و وين نباتو وهي أغنية من التراث التونسي الجزائري المشترك ثم هم أخذوا وهنا هنا وكان الاختتام مع نذير بواب في كحلة الاهذاب وعشيري الاول وخاتم حبيبتي وَيَا عاشقين الرشيدية روح تونس هذه السهرة الأولى لفرقة الرشيدية في موسم رمضان كانت على قدر كبير من الاتقان ونتساءل لماذا يحرم الجمهور التونسي داخل الجمهورية من عروض الرشيدية فهذه الفرقة العتيدة هي الحارس. الأمين للتراث الموسيقي التونسي تخرجت منها أجيال من المطربين والملحنين ولكن حضورها في السنوات الأخيرة أصبح باهتا. إن الرشيدية معلم من معالم تونس الجميلة ولا بد أن تستعيد دورها في نشر الثقافة الموسيقية التونسية تحديدا وهذا لن يكون في غياب الامكانيات فبلدية تونس ووزارة الشؤون الثقافية مسؤولتان على دعم الرشيدية ومعهدها الموسيقي الشٌاهد على زمن تونس الجميل قبل طيور الظلام . ويذكر أن هذه السهرة تمت بالتعاون بين المندوبية الجهوية للثقافة بتونس والمعهد الوطني للتراث.