تقع مدينة مساكن في منطقة الساحل التونسي ويرجع تأسيسها إلى العهد الحفصي ومن الأرجح أن تأسيسها قد تم في القرن السابع للهجرة/13م، فهي مدينة إسلامية ناشئة تضخمت في العصر الحديث. وكانت المدينة تحمل اسم مساكن الأشراف واقتصر الناس على ذكرها باسم مساكن فقط. تعود أصول أغلب سكان مساكن إلى الأشراف الحسينيين، أي من آل البيت، وتحتفظ عائلات كثيرة بشجرات نسب تبين أصولهم، وحظي السكان منذ القديم باحترام الحكام لهم (الحفصيون والبايات). وأضيفت إلى الأشراف الحسينيين مجموعات من سكان القبائل والمدن الشهيرة بالبلاد التونسية، ومن سكان القبائل الوافدين الوسالتية والكرامصة والمثاليث، أما من سكان المدن الوافدين فنذكر أبناء الجم وصفاقس والمكنين وجمال والقيروان وقرقنة وجربة وغيرهم، وقد جمعت بين كل السكان علاقات مصاهرة ونسب، واعتزاز بالانتماء إلى مساكن. وتُعرف مساكن كذلك بمدينة المساجد، وهي حقيقة تؤكدها المصادر كدفتر المدرسة الحربية بباردوالمكتوب سنة 1856 وكتب الرحالة الأوروبيين الذين زاروا المنطقة في القرن 19. وفي الوقت الحاضر يوجد بالمدينة ما لا يقل عن 60 مسجدا وجامعا أولها الجامع الوسطاني الذي اختطه مؤسسوالمدينة منذ القرن السابع للهجرة/13م. ومن الجوامع ال 60 نجد في الوقت الحاضر 14 جامعا للخطبة. كما عُرفت المدينة بحب أهلها لتعلم القرآن الكريم، وتعليمه، وحبها للقرآن جعلها مشهورة بكثرة حفاظ القرآن فيها ماضيا وحاضرا.