تونس الشروق: جدت خلال الليلة الفاصلة بين 25 و26 ماي الجاري عمليات مطاردة نفذتها الوحدات الأمنية بجهة حي ابن خلدون ضد عدد من المخربين ومورطين في عمليات سلب وسطو مسلح... وأكدت مصادر أمنية أن عمليات المطاردة انطلقت بعد الإفطار بعد توفر معلومات لدى الاجهزة الامنية مفادها ان عددا من الشبان يستعدون لتنفيذ عمليات سطو على المارة واعتداءات ضد وسائل نقل عمومية في عدد من المناطق، فتحولت عدة فرق امنية الى جهة حي ابن خلدون وبعض الاحياء القريبة منها اين قامت بعمليات مطاردة لمشتبه بهم. قامت وحدات امنية بمطاردة مجموعة من الشبان المشتبه بهم الذين تم ايقاف بعضهم في حين تحصن البعض الاخر بالفرار مستغلين عجز السيارات الامنية عن الولوج داخل عدد من الاحياء. خسائر بالجملة هذه الحملات الامنية كانت بهدف وضع حد لعمليات التخريب التي استهدفت وسائل النقل العمومي، وقد تكبدت شركة نقل تونس خسائر وصلت الى 100 ألف دينار نتيجة سلسلة من عمليات التخريب والتهشيم استهدفت عدّة عربات مترو وقطارات تونسحلق الوادي المرسي في العاصمة وضواحيها. وفي هذا الاطار اكد الناطق الرسمي باسم شركة نقل تونس محمد الشملي ان الوضع حاليا مستقر نظرا لتكثيف التعزيزات الامنية وتعزيز منظومة التامين الذاتية التابعة للشركة، مؤكدا ان خسائر تهشيم البلور فقط وصلت الى حوالي 90 الف دينار، مؤكدا ان تكلفة الخسائر في تزايد وقد شملت عمليات التخريب اكثر من 12 عربة مترو وقطار. وقال الشملي ان مجموعة من الشبان عمدوا الى رشق المترو بالحجارة والحديد وبلغت خطورة الاعتداء إلى حرق بعض المحطات، وذلك منذ اليوم الأوّل من شهر رمضان، وقد كانت الهجومات في نفس الوقت وفي عدّة نقاط مختلفة مما يطرح تساؤلات ان هذه الاعتداءات لم تكن صدفة. تعزيز الحماية الامنية وقال الشملي انه تم تعزيز الحماية الامنية خاصة لخطوط المترو 3 و 5 و 1 و 6 ومحطة تونس البحرية، مؤكدا انه سيتم تامين السفرات الليلية من خلال حوالي 20 عونا تابعا للشركة بالتعاون مع الوحدات الامنية و تركيز دوريات امنية قارة بمحطات المترو الخفيف والقطارات مؤكدا انه تم اتخاذ التدابير الامنية خاصة ان الشركة امام تحد جديد وهو الامتحانات الوطنية منها «الباكالوريا والسيزيام والنوفيام». وستتواصل التعزيزات الأمنية إلى نهاية شهر رمضان في انتظار انتهاء التحقيق والكشف عن الاسباب الحقيقية التي دفعت هؤلاء الشبان إلى القيام بعمليات التخريب. وقد اعتبر عدد من المتابعين لما سجلته بلادنا في المرحلة الاخيرة ان عمليات التخريب ممنهجة وهي تندرج في اطار مخطط اجرامي خاصة انها كانت متزامنة، مما يعزز الشكوك في وجود اياد خفية حرضت ودفعت اموال لاطفال وشبان من اجل خلق حالة من الفوضى في البلاد لغايات اجرامية وارهابية. الداخلية افاد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خليفة الشيباني في تصريح ل»الشروق» ان التحقيقات والتحريات لم تثبت الى حد الان ان تلك الاعتداءات كانت ممنهجة حيث ارتكبها اطفال تتراوح اعمارهم بين 14 و18 عاما والذين باحالتهم على القضاء تم اطلاق سراح عدد منهم. واكد خليفة الشيباني ان المورطين في هذه الاحداث كانوا يتفاخرون في ما بينهم على ايقاف حركة الجولان بالقطارات والمترو الخفيف، وان مجموعة اخرى بجهة برطال حيدر بمنوبة عند مطالبتها من قبل المسافرين بالكف عن الضجيج نزلت من المترو وعمدت الى مهاجمة المترو القادم بالحجارة. وبخصوص الاجراءات والتدابير الامنية التي سيتم اتخاذها، اكد الشيباني ان الوحدات الامنية تقوم بتكثيف المداهمات على العناصر الارهابية بصفة تصاعدية وتكثيف المراقبة على الاشخاص ووسائل النقل والاسواق مع تنظيم حملات منظمة ومتزامنة بمحطات النقل الكبرى خلال اقتراب موعد عيد الفطر للحد من ظاهرة السرقة التي تستهدف المواطنين.