* تونس «الشروق» كانت ساحة باب سويقة بالعاصمة يوم الجمعة الماضي 25 ماي على موعد مع الاحتفالات الرمضانية الليلية من خلال افتتاح مهرجان ليالي باب سويقة بعرض بعنوان «العمرة» لشكيب بوصفارة، وإخراج زهير الرايس . و كان الإقبال على الاحتفالات التي حضرها من المسؤولين كل من والي تونس الشاذلي بوعلاق، والمندوب الجهوي للشؤون الثقافية بتونس لسعد سعيد ، غفيرا الى درجة تعطل حركة المرور في ساحة باب سويقة و الأنهج المحيطة . وجدير بالذكر أن المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية دأبت منذ سنوات على تنظيم هذه التظاهرة للعموم، في منطقة باب سويقة، خدمة للثقافة، بهذه المنطقة وعديد المناطق بالعاصمة لكن باب سويقة التي لها تاريخ مع رمضان منذ الكافيشانطة، جعلت سلطة الإشراف تؤسس «ليالي رمضان» حتى يبقى لباب سويقة سحرها. صحيح أن العروض التجارية الكبرى باهضة الثمن، وقد يرفض أصحابها التواجد بقلب باب سويقة في فضاء مفتوح، لكن هيئة تنظيم هذه التظاهرة درست بدقة شديدة عروضها المبرمجة من خلال متابعتها للعروض على مدار السنة، فلم يكن انتقاء عرض «العمرة» لشكيب بو صفارة من قبيل الصدفة، حيث فاجأ هذا العرض الجمهور وأبهره. عرض «العمرة» الذي أخرجه المخرج المسرحي زهير الرايس، كان متميزا، ومتفردا وبعيدا عن منطق «العرابن» في ما يسمى إجمالا «الحضرة»، فإلى جانب جمالية الملابس واختلافها وخصوصيتها، بيضاء مطرزة بالأخضر، والأصوات الموجودة بالمجموعة، تضمن العرض برنامجا مدروسا، فيه بحث وعدم استسهال، وكذلك فيه احترام للجمهور لا ضحك على الذقون. «العمرة» عرض صوفي بنكهة تونسية، إفريقية وشرقية أيضا، اعتمد فيه صاحبه على 07 مقامات، تقريبا وفي كل مقام تجول أو استحضر «لينك» ذلك المقام في بلد معين، فتلفحك أحيانا نسمة مغربية، وأحيانا أخرى سودانية ومرات أخرى تركية، دون أن يفسد لذة الاستماع ومتعة الفرجة. شكيب بوصفارة قسّم عرضه إلى 08 فصول، استهلها بالتكبير والدعاء واختتمها بقفلة مشابهة، وبين البداية والنهاية كانت الفصول، وفي كل فصل اشتغل على مقام أو «طبع» فكانت البداية بمقام الذيل فاستمتع الجمهور بقطع ك»الحضرمية» و»الهمزية» و»الله الله»...، فمقام الكردي («بإسم القادر» وسبحانو ما خفاتو خافية» و»سلسلة الفزوع») ثم طبع السيكه في 04 أناشيد ومثلها في مقام العرضاوي، قبل الوصول إلى الفصل والطبع الأخير «الحسين» الذي قدمت فيه المجموعة 06 قطع وأناشيد كاملة. «العمرة» عرض صوفي مميز وعلى درجة عالية من الحرفية، أبهر الجمهور وأمتعه، وكان مسك افتتاح ليالي باب سويقة، وهو عرض يستحق أن يكون في أكبر المهرجانات، لأنه فضلا على الحرفية الكبيرة والجمالية الفنية يحترم الجمهور لما فيه من بحث في اللون الصوفي غير المتداول.