ككل اخر احد من شهر ماي يتحول الفضاء الافتراضي فايسبوك وسائر مواقع التواصل الاجتماعي الى منصة يقع من خلالها تبادل التهاني بعيد الامهات والاعتراف لهن بالجميل. وتداولت العديد من صفحات الفايسبوك صورا عديدة من تدوينات اختار اصحابها تكريم امهاتهم من خلال نشر صورهم او اهدائهم كلمات رقيقة من اجمل ماقيل عن الام حيث وقع تقاسم النشر بشكل واسع للعديد من الاقوال على غرار قول الامام الشافعي :»وَاخْضَعْ لأُمِّكَ وأرضها...فَعُقُوقُهَا إِحْدَى الكِبَرْ» وماقاله حافظ ابراهيم:»الأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَا ....اعْدَدْتَ شَعْباً طَيِّبَ الأَعْرَاقِ» وقول ماري هوبكنز :»الأُمُومَه أعظمُ هِبَةٍ خَصَّ الله بها النساء» والكلمات الخالدة التي قالها محمود درويش:»أحنّ إلى خبز أمي...و قهوة أمي...و لمسة أمي...و تكبر في الطفولة...يوما على صدر يوم...و أعشق عمري لأني...إذا متّ،أخجل من دمع أمي!» واختارت العديد من التدوينات الخروج بالمناسبة من الاطار الخاص الى العام عبر استغلالها لبث رسائل حيث كتب رئيس ودادية قدماء البرلمانيين عادل كعنيش:»فى عيد الأمهات انحنى تحية وتقديرا لكل ام أنجبت ابناء صالحين فأعطت من صحتها وحياتها لتسهر على تربيتهم حتى تنشأ اجيال مثال للوطنية والجدية والعمل من اجل استمرار رسالة الفرد وتوقه نحو الخير والأفضل كل عام وأمهات تونس بالف خير» وكتبت صفحة احرار سيدي بورويس:» في عيد الامهات نحب تحية خاصة للمجاهدات الكادحات في سبيل لقمة العيش تحية لكل أمّ تتعب وتشقى لتربية أولادها .. تحية لحراير بلادي وكل عام وامهات تونس بالف خير» وقال منعم بشير :» في عيد الأمهات، اللهم أحفظ كلّ أم وبارك لها وأبعد عنها أي مكروه وأرحم كلّ أم واغفر لها واعف عنها وتجاوز عن سيئاتها وقها عذابك. في المقابل اثار المحلل السياسي والجامعي فريد العليبي جدلا باعتبار المناسبة تلخص حرب ايديولوجية ثقافية وكتب في الغرض:»عيد الأم !!ترى من أين جاؤوا يهذا العيد وكل الأيام أعياد للأمهات، كيف تسرب تقليد امريكي المنشأ الى بلد مثل تونس ؟ لماذا يحتفل تونسيا بهذا اليوم في نفس الوقت الذي تحتفل به فرنسا ( آخر يوم أحد من شهر ماي ، ترى لماذا الأحد وما علاقة ذلك بالصلوات المسيحية في هذا اليوم ؟) لماذا أقرت الدولة التونسية هذا العيد سنة 2013 وبعد عام واحد من اقراره في فرنسا ؟ لماذا تختلف الدول العربية في تحديد موعد هذا العيد ؟ لماذا لم يعرف الأجداد مثل هذا العيد وهم ربما أشد ارتباطا بالأمهات ؟ هل في الأمر نفاق دعائي للتغطية على واقع مرير ؟ هل هناك حرب ايديولوجية / ثقافية من عيد الحب الى عيد الأمهات ؟»