تاجروين مدينة من مدن ولاية الكاف تقع بالشمال الغربي التونسي.وتعني بالأمازيغية «تاجرويت» أي «قطعة أرض تقع بين جبال وأودية ويعود ذلك إلى موقعها فهي تقع في منخفض يحيط به الجبال مثل جبل»عناق السما» وجبل»الكدى» وجبل»القابل» «وكاف الطير». وقد استوطن بها الأمازيغ السكان الأصليين لشمال إفريقيا بفضل توفر العيون في المنطقة مثل «عين سيدي على بن عمر» و»عين الآبار». والمدينة عبارة عن تجمع سكني منذ القدم فنجد بعض الآثار الرومانية في المقبرة القديمة قرب زاوية سيدي علي بن عمر وفي دوار»أولاد حليقيم» وفي دوار «العبابسية» وفي»كاف الطير»قرب منطقة المحاميد.وما يلاحظ في هذه المنطقة وجود العديد من الزوايا إذ يتجاوز عددها الخمسة عشر. تربية الخيول ويعود تاريخ تاجروين كمدينة إلى سنة 1903 أي مع بداية القرن العشرين حيث بدأت تتشكل نواة لقرية صغيرة فقد كان من المبرمج أن تقام المدينة قرب السكك الحديدية بمحطة المحاميد التي تبعد عن تاجروين 4 كلم إلا أن إصرار الأهالي في ذلك الوقت على أن تقام المدينة في تاجروين جعلهم يتنقلون إلى القايد في مدينة الكاف لعرض طلبهم عليه فما كان من هذا الأخير أن طلب منهم قطعة أرض تمسح على الأقل 4 هك لإقامة مائة دكان تجارة إلى جانب بعض المؤسسات الحكومية(مقرات للمعتمدية والحرس والعمد والقايد...)وهذا ما تم. بعد الحصول على الأرض تعاون الأهالي على عملية بناء ما تم الاتفاق عليه وبدأ عدد السكان في التزايد بقدوم العديد من النازحين الذين أتوا إليها من مختلف مناطق البلاد فمن جربة قدمت عائلة بالمرزوق ومن الجريد عائلة حباري ومن الساحل عائلة ثليجة ...إلى جانب عدد من الفرنسيين الذين أتوا بعد احتلال فرنسا للبلاد التونسية مع وجود عدد من الإيطاليين والإسبان ومن الأسماء التي مازالت عالقة في الأذهان نجد «فليكس» و»مدام بشير» و»فريدو» و»نيتا». كما حط الرحال في هذه المنطقة بعض الجزائريين الذين استقروا بها وكونوا عائلات ومازالوا إلى اليوم يعيشون فيها واندمجوا اندماجا كليا مع أهلها كعائلتي خلاف والنايلي. وقد اشتهرت مدينة تاجروين بتربية أحد أنواع الخيول البربرية الأصيلة من فصيلة «بارب» التي تتميز بالذكاء وقدرة التحمل والتي كان يفضلها ملوك أوروبا مثل لويس الثالث عشر ونابليون وغيرهما. .