التعامل مع أبناء الدار أمّن الجودة والكلفة المنخفضة وابل من الرصاص.. عنف مادي ولغوي.. دماء ودموع.. صياح وضجيج وصخب.. والكثير من الحزن والألم ذاك ما بدا لنا منذ الصور الأولى التي عرضتها التلفزة الوطنية في الندوة الصحفية التي ترأستها الرئيسة المديرة العامة للتلفزة الوطنية السيدة إيمان بحرون وحضرها مديرا القناتين الأولى والثانية وعدد كبير من الممثلين ومن مخرجي الأعمال الدرامية والفكاهية والكاميرا كاشي صباح أمس الجمعة بمقر التلفزة. ككل الفضائيات التونسية راهنت القناتان الوطنيتان الأولى والثانية على المسلسلات فأنتجت "يوميات امرأة" والزوجة الخامسة " و"علولو" واشترت "نيران صديقة" ومسلسل "ذات" المصريين وان كان سبب اقتناء هذين الأخيرين كما قالت إيمان بحرون هو الشعور بالواجب تجاه ممثلينا التونسيين الذين يشتغلون في الدراما المصرية وضرورة تشجيعهم والاستفادة من محبة التونسيين لهم حيث انه لظافر العابدين الذي يشارك في"نيران صديقة" جمهوره التونسي الذين يحبه تماما كما لسناء يوسف وفريال قراجة (مسلسل الذات) جمهورهما أي والكلام للسيدة إيمان-:" اننا حتى في ما اقتنيناه سعينا لان تكون تونس حاضرة فيه بقوة". شبكة رمضان 2013 ستتضمن أيضا الكاميرا الخفية وقد جددت التلفزة الوطنية التعامل مع فريق عمل السنة الماضية معولة على أبناء التلفزة وكفاءاتها خاصة -والكلام هنا لإيمان بحرون-:"أنهم اثبتوا بما سبق ان أنجزوه بأنهم قادرون على الإبداع والتميز وإنهم أولى من غيرهم أحيانا لكننا لم نوصد الباب تماما أمام الكفاءات من خارج الدار ومكنّا بعض شركات الإنتاج من المساهمة في برامجنا. والتعامل مع أبناء الدار وإعطائهم الأولوية امّن الكثير من الأعمال الجيدة بتكلفة منخفضة وأعطت السيدة إيمان مثالا على ذلك فقالت:"كنا سنشتري الكاميرا كاشي من المنتج رؤوف كوكة ب450 ألف دينار فأنجزنا بنصف ذاك المبلغ الرهينة". كاميرا كاشي "الرهينة "أخرجها نبيل بالسيدة عن فكرة وإعداد لعبد الحميد البكاري ستبث يوميا اثر الإفطار وتدور أحداثها على متن مركب سياحي حيث يتم استدراج الضيف بتعلة تسجيل حوار تلفزي لكنه يقع ضحية مجموعة من " الحارقين"المسلحين الراغبين في تحويل وجهة المركب الى لمبدوزا بقوة السلاح والإطلاق العنيف للرصاص فتبدأ عندها رحلة الضيف المطوّلة مع الفزع والخوف. مدير القناة الأولى: بحثنا عن الاختلاف والتنوع هذه الكاميرا كاشي المفزعة والمخيفة وكل هذا التهويل والدماء السائلة إلى جانب ما تضمنته مواضيع ومشاهد بقية فقرات البرمجة الرمضانية من عنف كان محور سؤال طرحته "الصباح" وأجاب عنه مدير التلفزة الوطنية الأولى السيد عبد العزيز التواتي قائلا ان الجماعة اضطروا إلى كل ذاك العنف والتهويل لإقناع الضيف بحقيقة المشهد ولكن ما سنعرضه بعد المونتاج سيكون بالطبع خفيفا وستعوض الضحكة والنكتة والمواقف الطريفة ذاك الكم من العنف وأضاف:" نحن على يقين من ان المواطن التونسي لم يعد يتحمل رؤية المزيد من الصراعات والتشنج وانه تعب من السياسة ويريد الترفيه والضحك على الأقل في شهر رمضان لذا أنتجنا العديد من البرامج الترفيهية والدينية وبرامج الأطفال وحصص الطبخ وقد بحثنا في ذلك على الاختلاف حيث لم نكتف بالتقديم النمطي الكلاسيكي وإنما ستقدم جودة ناجح "أنت ألشاف" يوميا على الساعة الرابعة ظهرا من نزل وسيتبارى خلال هذا البرنامج كل يوم احد الدارسين بمعهد السياحة بسيدي الظريف وسيتولى المشاهد اختيار أفضل "شاف" عن طريق الإرساليات القصيرة. شهر رمضان في التلفزة التونسية سيكون خاليا من السياسة إلا من برنامج "شكرا على الحضور" الذي سيتواصل بثه في القناتين وإجابة عن سؤال لماذا اكتفت المؤسسة بهذا البرنامج الوحيد (لأنه تم الاستغناء عن برنامج إيهاب الشاوش سياسة شو مثلا رغم نجاحه) قال مدير القناة الأولى ان التخلي عن البرامج السياسية اختيار وتخفيف على كاهل المواطن الباحث في رمضان عن الترفيه والضحكة ولكن المجال يبقى مفتوحا لعرض وتحليل كل ما قد يطرأ في البلاد من مستجدات. الولايات حاضرة بقوة في برمجة القناة الثانية برامج الوطنية الثانية قدمها السيد شرف الدين بن سالم وقال ان نسبة 90 بالمائة منها إنتاج بإمكانيات التلفزة التونسية ومن بينها مسلسل"علولو" وهو في 18 حلقة من المواقف الهزلية أبطالها عبد الحميد قياس وتوفيق البحري وإكرام عزوز ونزيهة يوسف و30 حلقة من الكاميرا الخفية " الباركينغ" ومن بين أبطالها شخصية تشبه كثيرا معمر القذافي وقد سقط في فخها وارتعب منها عدد من الليبيين القاطنين في تونس كما عملت القناة على ان تحضر الولايات في البرمجة من خلال المنوعات وفرق الإنشاد الديني والمسابقات وبرنامج رمضان على عين المكان اما البرامج الدينية فمن أهمها برنامج الاستشارات الدينية والإعجاز العلمي في القرآن والسنة. خلال الندوة تحدث منتج ومخرج مسلسل يوميات امرأة وبطلها هشام رستم ووعدوا بالتميز وتقديم المختلف وغير المتداول خاصة وقد مكنتهم التلفزة من كل ما يتيح سبل النجاح. وقال الممثل علي بنور في معرض حديثه عن مسلسل "الزوجة الخامسة" (الذي كان جاهزا للإنتاج منذ سنة 2010 اي انه اسبق من مسلسلي الزوجة الرابعة والخامسة المصريين) انه جرب ولأول مرة المسلسل البوليسي ووعد بالتشويق والحركة والاحداث واثنى على أداء الوجوه الجديدة التي اشتغل معها. «نسيبتي العزيزة» انتهى بوفاة بطله وصرح توفيق الغربي ل"الصباح بان مسلسل"علولو" الذي تدور أحداثه في "بلاص" يشبه سيتكوم"شوفلي حل" يعد بالكثير من الضحك لما فيه من مواقف طريفة أبدع في أدائها عبد الحميد قياس الحاج كلوف الذي لا يخاف إلا من زوجته السيدة او الفنانة نزيهة يوسف التي صرحت بدورها ل"الصباح" بان المسلسل خفيف وفيه "شبعة ضحك" وأنها تمثل دور المرأة التونسية الصعبة المراس التي توقع زوجها "علولو" في المطبات والمشاكل وفي خصوص صعوبة منافسة مسلسل"نسيبتي العزيزة "قالت:" أنا اعتبر ان المسلسل انتهى بوفاة بطله الأصلي ولا أتصوره بدون سفيان الشعري ولكنني أتمنى النجاح للدراما التونسية وللإنتاج التونسي بصفة عامة.