يبدو ان سيتكوم "فاميليا لول" حقق نجاحا فاق توقعات مسؤولي التلفزة الوطنية أنفسهم الذين لم يراهنوا عليه في البداية ببرمجته في توقيت غير مدروس قبل ان يتداركوا "سوء تقديرهم" في النصف الثاني من شهر رمضان من خلال تغيير توقيت بثه الى ما بعد الافطار مباشرة وهو ما سمح لنسبة هامة من المشاهدين لمتابعته . "فاميليا لول " الذي نال استحسان المشاهدين ونوه به النقاد والمختصين كان فعلا طبقا رمضانيا بنكهة مغايرة عن الأطباق الكوميدية لبقية القنوات التونسية التي بحثت عن البروز والتميز وشد الاهتمام فاذا بها سقطت في الاسفاف والتهريج فيما فرض هذا الانتاج الرمضاني "لونه" في المشهد الاعلامي بفضل محتواه "المحترم" وأسلوبه النقدي الساخر. ورغم مرور أكثر من سنتين على انجازه وما رافق تصويره من مشاكل فان هذا العمل افتك اعجاب المشاهدين لطرحه مواضيع هامة بأسلوب هادف ومعالجته ظواهر اجتماعية من خلال مواقف كوميدية طريفة أهدت البسمة لمتابعيه .طرح مشاكل البطالة ،"الحرقة" ،الشباب ،الراب ،المخدرات ،العلاقات الأسرية،التربية وغيرها من الظواهر الاجتماعية التي يعيش المجتمع التونسي على وقعها . معلقة شرف يستحقها بالتأكيد مخرج "فاميليا لول" نجيب مناصرية لنجاحه في أول اختبار كمخرج بامتياز لحرفيته وجديته حيث أثبت حنكته وذكاءه رغم بعض النقائص ،دون ان ننسى اغلب ممثلي "السيتكوم" الذين اجتهدوا رغم ظروف التصوير وقلة الامكانيات التي لولاها لكان هذا العمل أفضل على جميع المستويات .رياض النهدي خرج بعد سنوات طويلة من جلباب شخصية "عبودة" ،مريم بن مامي كانت مختلفة عن أدوارها السابقة ، أمير التليلي "سلام مسيو" أثبت انه ممثل بارع بعيدا عن التهريج و"التكوميك" ،طارق بعلوش شد الاهتمام هو الآخر بآدائه المغاير لما عرفه عنه المشاهد. ومما لا شك فيه ان نجاح هذا العمل أنقذ التلفزة الوطنية التي لم تنتج بطبعها أعمالا درامية لرمضان هذا العام وهو ما يقتضي من اصحاب القرار داخل هذه المؤسسة التفكير من الان في اعمال رمضان المقبل والشروع مبكرا في مختلف الانتاجات حتى لا يتكرر نفس السيناريو .