في مثل هذا اليوم من سنة 1955 عاد الحبيب بورقيبة الى ارض الوطن من منفاه في فرنسا حاملا لواء النصر وبشائر الاستقلال الداخلي...عودة بعد غياب طويل وبعد الاطمئنان على انتهاء المفاوضات التونسية الفرنسية بنحو ايجابي. ويعود المؤرخ واستاذ التاريخ المعاصر عبد اللطيف الحناشي على تاريخ عيد النصر ليحدثنا عن تفاصيله ودلالاته التاريخية والرمزية. يقول محدثنا انه في مثل هذا اليوم من سنة 1955 عاد الزعيم الحبيب بورقيبة الى تونس من منفاه في فرنسا والذي مكث فيه 3 سنوات و 5 اشهر من 18جانفي 1952 الى 31 ماي 1955، وعودة بورقيبة الى تونس كانت اثر انتهاء المفاوضات العسيرة بين الجانب التونسي والفرنسي وايقن من خلالها المجاهد الاكبر بداية مسار استقلال تونس ولذلك سمي بعيد النصر أو عودة النصر. ويضيف الحناشي ان عيد النصر الموافق لغرة جوان كان عيدا وطنيا رسميا وقع حذفه من قائمة الاعياد الوطنية خلال فترة الرئيس السابق زين العابدين بن علي ملاحظا في هذا الصدد عدم اعتراف النظام حينها بالبعد الوطني للحدث والنظر اليه كمجرد حدث شخصي يرتبط ببورقيبة وهو ما فسر فيما بعد ازالة تمثال الحبيب بورقيبة من الشارع الرئيسي في العاصمة والحال وان الحدث لا يعد مسألة شخصية بل هو جزء من ذاكرة نضال الشعب التونسي التي يمثل الزعيم بورقيبة أحد أهم رموزها . وخلال نفيه بفرنسا كان الزعيم الحبيب بورقيبة كما يورد الحناشي في تفاوض مباشر وغير مباشر واتصال متواصل بالقيادات السياسية حتى انه كان طرفا اساسيا في المفاوضات التونسية الفرنسية ولو بشكل غير مباشر. ويؤرخ تاريخ 1 جوان 1955 الى بداية مسار الاستقلال الداخلي وبروز نجاح إستراتيجية بورقيبة في النضال الوطني ضد الاستعمار الفرنسي، معتبرا أن هذا الاتفاق نقطة ارتكاز لانطلاق استقلال تونس التام وبناء الجمهورية والدولة الحديثة وهو ايضا منطلق بروز المعارضة في الداخل التي اعتبرت الاستقلال الذاتي خطوة إلى الوراء.